responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 166
وهبت لهم الدبور بين هشيم ورميم، وقتيل وأميم، وجريح ورهين، وأسير مع قرين.
ذكر القتل والقتلى
انكشف الهبوة عن فلان وقد سبقت الصفاح، فيه موضع الاستفتاح. قضت منهم الرماح أوطارها، وبردت السيوف أوارها. سكنت النفوس بقتله كما سكنت نفس الإسلام، بقتل أبي جهل بن هشام. مقتلة نقعت ظمأ الأرض، وأزالت سغب السباع والطير، صلي قبل حر النار بحر المناصل، وسقى الأرض من دمه بطل ووابل. استبدل من أمله، حضور أجله، واستعاض من شهامته، تسليم هامته. قد غضت يقتلاهم حلوق الأرض، واحمرت من دمائهم متون الترب، بطون الأرض اعمر بهم من ظهورها، وحواصل الطير والسباع أحصن قبورها. عدم برد الحياة، وذاق حر المرهفات. جرت من دمائهم أنهار، ولم يطلع عليهم نهار. اريق من دمائهم ما احمرت منه الأرض وجرت به الأودية، ودارت عليه الارحية.
سوء أحوال المنكوبين والمحاط بهم
أوحى الله إلى أرضه أن تنخسف، وإلى فرسه أن يقف. قص جناحه، وأنهر جراحه. ألقاه الله في الشبكة، ورماه بالهلكة. رماه الله بالقارعة المبيدة لجمعه، البليغة في قمعه. قلعت شأفته، وقطعت آفته. لم يبق له مفحص قطاة، ولا مغرز قناة. أنزلهم الله من آمال، إلى آجال، وأوردهم من مطالع، إلى مصارع عليهم الدبرة، وعلى وجوههم الغبرة. مكبوب على مناخره، مطعون في مناحره، قد طال حصاره، وغاب أنصاره، وسقطت دعامته، وقامت قيامته. قد بلغت روحه التراقي، ووعدته منيته التلاقي. ضرب عليه الإدبار سرادق الدمار، ومد عليه الخذلان رواق سوء الاختبار هو جزر

اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست