responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 164
والطلى، وجفونها القلوب والكلى. قد أخذت السيوف نفوسهم، وأثمرت القنا رؤوسهم.
حسن الغناء في الحرب والإيقاع بالأعداء وشدة النكاية فيهم
قابلوا الجلاد بالجلد، ونابوا عن أنياب الأسد، وأعطوا الجهاد، أوفى حظوظ الاجتهاد. أجملوا البلاء، واحسنوا الغناء. بلغوا في اقتناص الأعداء أقصى المبالغ، ووطئوهم وطء القامع الدامغ. أبلوا بلاء الأبطال، وابطلوا كيد الأعداء. إن الأبطال زحموا الأعداء من جوانبهم، وتمكنوا من فض مواكبهم، وطئوهم بسنابك الخيول، وتركوهم كجفاء السيول. صبوا عليهم سوط عذاب، وأسلموهم لعوادي تبار وتباب. وقائع هدت قواعد بنيانهم، واشابت نواصي ولدانهم. طحنوهم طحن الحب، وجعلوهم داريا الطعن والضرب. وثبوا عليهم وثوب الأسود، وتركوهم كالزرع المحصود. نكوا فيهم نكاية القضاء والقدر، وأثروا فيهم تأثير النار في يبيس الشجر. شربوهم شرب الهيم، وحطموهم حطم الهشيم، وتركوهم كالرميم. تجردوا لهم فحطوهم وحطموهم، وهزوهم وهزموهم، تركوهم موطيء الحوافر، ومورد الكواسر، ومغدى الضباع، ومراح السباع. قصدوهم فأقصدوهم بأيدي الغير، وحصدوهم حصد الشوك والشجر. طفقوا ينقضون عليهم كالأجادل، ويقذفونهم بالجنادل. أقدموا عليهم إقدام السيل، ونسخوهم نسخ النهار لليل.
هبوب ريح النصر
حتى إذا ضاق المجال، وتحكمت الآجال. أهب الله لمولانا ريح النصر، وحكم لحزبه باللعلو والقهر، ولما بلغ كتاب المهل آخره، أجرى الله للواء المنصور طائره. برقت لامعة النصر، وحانت ساعة القهر. ما انتصف النهار

اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست