responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 137
وصف العتاب عند الجواب عنه
عتاب سماؤه تمور، ومراجله تفور. تعتاب يهز الفوارع، وتقريع يحكي القواريع. قد قرع سمعي من عذله، ما جاوز خفق الرعود، وصك قلبي من توبيخه. ما أنسى زئير الأسود. وصل كتابك بعتب كالعضب، وملام كالحسام. عتاب يفلق الحجر، ويقطع الماء العد. عتب مقانبه تكر كرة الأقدار، وعذل كتائبه تصول كالفلك المدار، حتام هذا التوبيخ والتهجين والعتاب الهجين. وصل كتابك الذي كله عتب وليس ذنب، وعذل وليس عدل، وتقريع وليس تضجيج، وتأنيب وليس تثريب، وتظلم وليس تألم وشكاية وليست نكاية.
لبس الصديق على علاته والاغضاء عن هناته
قاربته إذا جاذب، وواصلته إذا جانب، وشربته على كدورته، ولبسته على خشونته، وكاتبته أستمد وداده، وأستلين قياده، وأستميل فؤاده. قد تركته بعرة، وطويته على غرة. جررت أذيال التغافل دون فرطته، وسترت بأجنحة التجاوز على سقطته. أعرته أذناً صماء وهي سميعة، وعيناً عمياء وهي بصيرة. سحبت عليه ذيل التغافل، وغضضت دونه طرف التساهل.
وصف الغيظ والحرد
اضطرب واضطرم، واحتد واحتدم. جاء بأوداج لا يسعها الزران، وعيناه في رأسه تذرانه. فلان يتصلى بنار الصبر ويتصلب، ويتلقى على جمر الغيظ ويتقلب. يفور غيظا، ويتميز حقدا، ويتلظى غضبا، ويتزيد حنقا. غالب غيظه وهو يغلبه، وكظمه وهو يشغله. قد التهبت جمرة الغيظ في صدره، ونطقت ترجمة الحقد عن عينه. يغالب نفسه على الغضاء، ويتلوى تلوي الحية في الرمضاء. فلان غضبان حتى ما تنفع فيه حيلة، ولا تصلحه رقية، ولا تهزه

اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست