responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 132
والملهوف إلى الغوث.
سوء آثار الفراق والاشتياق وما يتصل بذلك
حالي بعدك حال عود ذوى بعد ارتوائه، ونجم هوى بعد اعتلائه. ما حال ذاوي نبت أمسك مطره، وساري ليل غاب قمره. قد تركني فراقك وأنا أشتاقك، وغادرني بعدك، أقاسي بعدك. قد تحملت مع يسير الفرقة عظيم الحرقة، ومع قليل البعد، كثير الوجد. قد أثنيت بجسم ناحل، وبت من صبري على مراحل. فارقتني فأرقتني، وفرقت جمع صبري، واستصبحت فريقا من قلبي. فارقتك وقد تفرق عني شمل أنس منتظم، وتمكن مني برح شوق مضطرم. فارقتني ففرقت بين الروح والبدن، وتركتني والنزاع في قرن. ما فارقتك بعيداً، حتى أصحبتك من نفسي فريقا، ولا سرت ميلاً حتى مال صبري جميعا. فارقتني ففرقت بين جنبي والمهاد، وجمعت بين عيني والسهاد. من شاهدني شهدت له حيرتي، دون محاورتي بما ألاقيه، وأخبرته عبرتي، دون عبارتي عما أعانيه. ما أعول إلا على العويل لو كان يغني، ولا استنصر غير الوجد لو كان يجدي. لولا حصانة الأجل، لخرجت روحي على عجل. قد صرت حليف وحشة وإن كنت ثاوياً في وطن. وقرين كربة وإن كنت بين جيرة وسكن. لا آنس بسكنى دار عنك بعيدة، تولا أستوطنها وهي منك غير قريبة.
ذكر الوداع
أودعتني إذ ودعتني شوقاً يجور حكمه، وقلقاً ينفذ سهمه. قد ودعت بوداعك العافية، وفارقت مع فراقك العيشة الراضية، لا أقول إنه بان مني بينك سيد وعضد وعميد وسند، ولكني أقول ودعت أيام وداعك دنياي التي كنت أستمتع بها، وحياتي التي كنت أنتفع بعوائد النعم معها. ودعت بوداعك

اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست