اسم الکتاب : زهر الآداب وثمر الألباب المؤلف : الحُصري القيرواني الجزء : 1 صفحة : 56
إنها لرشحاء «1» ، فقالت: يا بنى نمير، والله ما امتثلتم فىّ واحدة من اثنتين، لاقول الله عز وجل: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ)
ولا قول الشاعر:
فغضّ الطّرف إنّك من نمير
[شريك بن عبد الله النميرى وابن هبيرة الفزارى]
وساير شريك بن عبد الله النميرى يزيد بن عمر بن هبيرة الفزارى، فبرّزت بغلة شريك «2» ، فقال له يزيد: غضّ من لجامها، فقال: إنها مكتوبة أصلح الله الأمير! فضحك، وقال: ما ذهبت حيث أردت وإنما عرّض بقوله: «غضّ من لجامها» بقول جرير:
فغضّ الطّرف إنك من نمير
فعرّض له شريك بقول ابن دارة:
لا تأمننّ فزاريّا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار «3»
[الفرزدق يهجوا ابن هبيرة]
وبنو فزارة يرمون بإتيان الإبل، ولذلك قال الفرزدق ليزيد بن عبد الملك لما ولى عمر بن هبيرة «4» العراق:
أمير المؤمنين لأنت مرء ... أمين لست بالطّبع الحريص
أولّيت العراق ورافديه ... فزاريّا أحذّ يد القميص «5»
ولم يك قبلها راعى مخاض ... ليأمنه على وركى قلوص «6»
اسم الکتاب : زهر الآداب وثمر الألباب المؤلف : الحُصري القيرواني الجزء : 1 صفحة : 56