responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : زهر الآداب وثمر الألباب المؤلف : الحُصري القيرواني    الجزء : 1  صفحة : 150
وفي نحو قول أبى عثمان «إنّ المعانى غير مقصورة ولا محصورة» يقول أبو تمام الطائى لأبى دلف القاسم بن عيسى العجلّى:
ولو كان يفنى الشعر أفنته ما قرت ... حياضك منه في العصور الذّواهب «1»
ولكنه فيض العقول إذا انجلت ... سحائب منه أعقبت بسحائب
كما أشار إلى قول أوس بن حجر الاسدى:
أقول بما صبّت على غمامتى ... وجهدى في حبل العشيرة أحطب «2»
وقال بعض البلغاء: فى اللسان عشر خصال «3» محمودة، أداة يظهر بها البيان، وشاهد يخبر عن الضمير، وحاكم يفصل الخطاب، وواعظ ينهى عن القبيح، وناطق يردّ الجواب، وشافع تدرك به الحاجة، وواصف تعرف به الأشياء، ومعرب يشكر به الإحسان، ومعزّ تذهب به الأحزان، وحامد يذهب الضغينة ومونق يلهى الأسماع.
وقال أبو العباس بن المعتز: لحظة القلب أسرع خطرة من لحظة العين، وأبعد مجالا، وهي الغائصة في أعماق أودية الفكر، والمتأمّلة لوجوه العواقب، والجامعة بين ما غاب وحضر، والميزان الشاهد على ما نفع وضرّ، والقلب كالمملى للكلام على اللسان إذا نطق، واليد إذا كتبت، والعاقل يكسو المعانى وشى الكلام في قلبه، ثم يبديها بألفاظ كواس في أحسن زينة، والجاهل يستعجل بإظهار المعانى قبل العناية بتزيين معارضها، واستكمال محاسنها.
وقيل لجعفر بن يحيى البرمكى: ما البيان؟ قال: أن يكون الاسم يحيط بمعناك، ويكشف عن مغزاك، ويخرجه من الشركة، ولا يستعان عليه

اسم الکتاب : زهر الآداب وثمر الألباب المؤلف : الحُصري القيرواني    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست