responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 98
الْبر مسطورة، وأبوابهم بالوسايل مَقْصُودَة، وألويتهم فِي نصر الدّين معقودة، تغمد الله من سلف من مُلُوك هَاتين الدولتين بِرِضَاهُ وَرَحمته، وَشَمل من ولى وَخلف بمزيد فَضله وَنعمته. وَأَنه لما قدم على هَذِه الْبِلَاد النصرية الْآن، وَقد ازدهت بالإيالة اليوسفية أقطارها، وأضاءت بِنور الْعدْل ديارها، وَصفا بهَا مورد الْيمن وضفى ستر الأوان، وأشرقت الأَرْض بِنور الرَّحْمَن، واعتدل بِعدْل سلالة الْأَنْصَار، وَأَبْنَاء صحابة النَّبِي الْمُخْتَار فِيهَا وزن الرِّهَان، تَلقاهُ روح حَيَاتهَا وَبدر إمامها، وَمعنى مَعَانِيهَا، وَولى الْمُسلمين فِيهَا، مَوْلَانَا وعصمة ديننَا ودنيانا، السُّلْطَان الْجَلِيل، الظَّاهِر الطَّاهِر، الْعَادِل الْمُجَاهِد [الْفَاضِل] ، ثمال الْأمة، [وسلالة كرام الأيمة] ، الدَّاعِي للوسايل والأذمة، أَمِير الْمُسلمين أَبُو الْحجَّاج، أيده الله، تَلقاهُ بالرحب والسهل، وخلطه بالعشير والأهل، فمهد لَهُ الْكَرَامَة قبل الوساد، وتكلفت لَهُ الْغَايَة، بتقليل النظراء وتكثير الحساد، وَخبر عَنهُ [بِحَضْرَتِهِ] ، أفضل مَا خبر من منتقل من مشابه من الْعقل وَالدّين وَالْعَمَل، على شاكلة أَبنَاء السلاطين، وَأَنه ذهب إِلَى تحصين دينه بالإحصان، وَجمع شَمله بكفو من أَهله، فِي هَذِه الأوطان، وَاخْتَارَ فِي بيُوت الْمجد بَيْتا يُوَافق أصالته الراسخة الْبُنيان، فأداه اخْتِيَاره الَّذِي شهد توقله بالسداد والرجحان، إِلَى الْبَيْت الرفيع، المستولى فِي ميدان جلالة الشَّأْن على الأمد، مقاسمه فِي بحبوحة الْحسب، وملاقيه فِي ذرْوَة النّسَب، حَيْثُ الْعِزّ مَرْفُوعَة قباقبه، وَالْفَخْر مَوْصُولَة أَسبَابه، وَالْجهَاد دامية عضابه، جليس الضراغم الضارية، وميدان الْجِيَاد المتسابقة إِلَى الْفضل المتبارية. ذَلِك بَيت الشَّيْخ [الْأَجَل الْأَعَز الأرفع الْأَسْنَى] الكذا، أبي سرحان مَسْعُود ابْن الشَّيْخ الْجَلِيل الْأَغَر الأرفع الْمُعظم الْأَسْنَى،

اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست