responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 95
جَانِبه، وصنعا إلهيا لَا تَلْتَبِس مذاهبه، ونصرا تجوس خلال الديار كتبه أَو كتايبه، وفخرا يَنْتَظِم مِنْهُ لبات الزَّمَان وترايبه، درا نظيما، وَلَا زَالَ ملكه مثوى العفاة ومحط الآمال، ومقامه السعيد، فذلكة حِسَاب الْكَمَال، وبابه الْعلي، كعبة الْجلَال، فَكلما رام أمرا بعيد المنال، كَانَ لَهُ السعد خدينا، والدهر خديما.
أما بعد هَذَا الْفَاتِحَة، الَّتِي فتحت من النجح كل بَاب، ومتت إِلَى التَّوْفِيق بوسائل وَأَسْبَاب، فقد علم من مَذَاهِب [أهل] السّنة، وتقرر، وَتردد، وتكرر، وتخلص بالبراهين الأشعرية وتحرر، أَن التحسين والتقبيح، لَا يُحِبَّانِ بِالْعقلِ وَلَا بالطبع، وَإِنَّمَا الْمرجع فيهمَا إِلَى حكم الشَّرْع، وَإِن الْعقل إِذا شدّ لحكم من الْأَحْكَام عقدا، وتناوله قبولا أَو ردا [فحقه أَن] يعرض على سُلْطَان الشَّرْع توقيعه، ويلقى فِي يَد ذَلِك المسيطر النَّاقِد جَمِيعه. فَمَا كتب بامضائه، أنفذ وأعمل، وَمَا لم يجزه، طرح وأهمل. وَلَا خَفَاء أَن النِّكَاح، مِمَّا اقْتَضَاهُ الشَّرْع وَالْعقل، وتعاضد فِيهِ السّمع وَالنَّقْل، وَأَن الرَّسُول الَّذِي أعْطى كل شَيْء حَقه، وأوضح من الْهدى طرقه، ندب إِلَيْهِ بِالْفِعْلِ وَالْقَوْل وَبَين حكم مستطيع الطول [وَغير مستطيع الطول] حَتَّى كَاد نَدبه إِلَيْهِ أَن يكون وجوبا، وَإِلَى تِلْكَ الصِّيَغ مَنْسُوبا، [فَمن أُوتِيَ رشدا، وسلك من الِاتِّبَاع قصدا اقْتدى بِمَا شَرعه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَبَينه، وَفتح مَا فَتحه، وَحسن مَا حسنه، واستمع

اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست