responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 91
وَمِمَّا صدر عني فِي ذَلِك صدَاق انْعَقَد للأمير الْأَجَل أبي عَليّ مَنْصُور، ابْن السُّلْطَان أبي سعيد ابْن السُّلْطَان أبي يُوسُف بن عبد الْحق، مَعَ بنت الشَّيْخ الْجَلِيل الْمُجَاهِد أبي سرحان مَسْعُود بن الشَّيْخ أبي عُثْمَان بن أبي الْعلي رحمهمَا الله تَعَالَى.
الْحَمد لله الَّذِي ارتضى الْإِسْلَام دينا قويما، وَشرح لنا مِنْهُ منهاجا وَاضحا، وسبيلا مُسْتَقِيمًا، وأسبغ علينا بسابغه، كُنْتُم خير أمة أخرجت للنَّاس، فضلا عميما، عجزت الْعُقُول عَن كنه ذَاته، فضلت فِي بيدائه الأوهام، وحارت الأفكار، فِي تعدد صِفَاته، فَأَصْبَحت طائشة السِّهَام، وسددت الأفهام الثاقبة والأذهان المراقبة، إِلَى هدف، الأحاطة بِعِلْمِهِ، فَكَانَ الْقُصُور قصارى تِلْكَ الأفهام، فوقفت مَوَاقِف الِانْقِطَاع، عَن بُلُوغ ذَلِك المرام، لَا تَسْتَطِيع تَأْخِيرا وَلَا تَقْدِيمًا. تقدس فِي ربوبيته الْوَاجِبَة عَن النظراء والأنداد، وتنزه بوحدانيته عَن الصاحبة وَالْأَوْلَاد، وتعلى فِي كبريائه عَن لواحق الْكَوْن وَالْفساد، وأحاط علمه بالكاينات، على تبَاين الْأَنْوَاع، وتنافر الأضداد لَا يعزب عَن علمه مِثْقَال ذرة، فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض، إِنَّه كَانَ عليما حكيما. وتبارك الَّذِي أنشأ الْإِنْسَان، وسواه بِيَدِهِ , وَنفخ روح الْحَيَاة فِي جسده، ورسم قبُول النهى وَالْأَمر فِي خلده، وَحفظ نَوعه بعقبه وَولده، وَأحسن خلقه فِي ظلمَة الْأَرْحَام تقويما، ثمَّ لما أوجده، بعد أَن لم يكن شَيْئا مَذْكُورا، وشق سَمعه وبصره، فَكَانَ سميعا بَصيرًا، وأودع قلبه من هِدَايَة الْحق نورا، وألهمه طَرِيق النّظر وَالِاسْتِدْلَال

اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست