responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 386
وَفرض الْجِهَاد قد قَامَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، وَالْأَمْوَال قد سمح بهَا الْمُسلمُونَ. وَهَذِه الْأُمُور هِيَ الَّتِي تمشت بقريبها أَو بعيدها أَحْوَال الْإِسْلَام، والآمال الْمعدة لتوجيه الْأَيَّام. ثمَّ اتَّصل بِنَا الْخَبَر الكارث بِمَا كَانَ من خور العزائم المؤمنة بعد كورها، وتسويف مواعيد النُّصْرَة بعد استشعار فورها، وَأَن الْحَرَكَة معملة إِلَى مراكش الْجِهَة الَّتِي فِي يديكم زمامها، وإليكم وَإِن ترامى الطول ترجع أَحْكَامهَا، والقطر الَّذِي لَا يفوتكم مَعَ الْغَفْلَة وَلَا يعجزكم مَعَ الصولة، وَلَا يطلبكم إِن تَرَكْتُمُوهُ، وَلَا يمنعكم إِن طرقتموه وعركتموه. فَسقط فِي الْأَيْدِي الممدودة. وأخلفت المواعد المحدودة، وخسئت الْأَبْصَار المرتقبة، وَرجعت المكاتل الآشبة، وَسَاءَتْ الظنون، وذرقت الْعُيُون، وأكذب الْفُضَلَاء الْخَبَر، وأنفو أَن يعْتَبر، وَقَالُوا هَذَا لَا يُمكن، حَيْثُ الدّين الحنيف، وَالْملك المنيف، والعلما الَّذين أَخذ الله ميثاقهم، وَحمل النَّصِيحَة أَعْنَاقهم. هَذَا هُوَ المفترض الَّذِي لَا يبعد، والقائم الَّذِي يقْعد، يأباه الله وَالْإِسْلَام، تأباه الْعلمَاء الْأَعْلَام، تأباه المآذن والمنابر، تأباه الهمم الأكابر. فبادرنا نستطلع طلع هَذَا النبإ الَّذِي إِن كَانَ بَاطِلا فَهُوَ الظَّن وَالله الْمَنّ، وَإِن كَانَ خِلَافه لرأي رجح، [وتنفق الْملك وتبجج] فَنحْن نوفد كل من يقدم إِلَى الله بِهَذَا الْقطر فِي شَفَاعَة، ويمد إِلَيْهِ كف ضراعة، وَمن يوسم بصلاح وَعبادَة ويقصد فِي الدّين ببث إِفَادَة، يتطارحون عَلَيْكُم فِي نقض مَا أبرم، وَنسخ مَا أحكم، فَإِنَّكُم تجنون بِهِ على من استنصركم عكس مَا قصد، وتحلون عَلَيْهِ مَا عقد. وهب الْعذر يقبل فِي عدم الْإِعَانَة، وضرورة الاستهانة والاستكانة، أَي عذر يقبل فِي الأطراح، والإعراض الصراح، كَأَن الدّين غير وَاحِد، كَأَن هَذَا الْقطر لكلمة

اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 386
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست