responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 331
ومقاسمه فِي كل مَا ألم، ومهنيه بِالْملكِ الَّذِي خلص وَتمّ، الْأَمِير عبد الله يُوسُف ابْن أَمِير الْمُسلمين أبي الْوَلِيد بن نصر، سَلام كريم عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.
أما بعد حمد الله الَّذِي جعل الصَّبْر فِي النوائب حصنا منيعا، وَالشُّكْر يَسْتَدْعِي الْمَزِيد من النعم سَرِيعا، فَمَتَى أعضلت للصبر دَعْوَة، كَانَ لَهَا الْأجر سميعا، وَمَتى رفعت من الشُّكْر رقْعَة، كَانَ [الْمَزِيد] عَلَيْهَا توقيعا. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله الَّذِي بوأنا من السَّعَادَة جنابا مريعا، وَبَين لنا حُدُود أوامره [ونواهيه] فطوبى لمن كَانَ مُطيعًا، وَعلمنَا مَكَارِم الْأَخْلَاق، صبرا فِي النوائب، وشكرا على الْمَوَاهِب [تَفْضِيلًا] وتنويعا، وَكَانَ لنا فِي الدُّنْيَا هاديا، ونجده فِي الْآخِرَة شَفِيعًا. وَالرِّضَا عَن آله وَصَحبه، الَّذين كَانُوا على العداة [قيظا] وعَلى العفاة [ربيعا] ، فحلوا من الِاقْتِدَاء بهم، فِيمَا سَاءَ وسر، وَأحلى وَأمر، مقَاما رفيعا [وخفض] عَلَيْهِم مضاضة فَقده، مثابرتهم على ضم شَمل الْمُسلمين من بعده، اقْتِدَاء بقوله سُبْحَانَهُ، " واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا ". وَالدُّعَاء لمقامكم الأسمى بالنصر الَّذِي تشكر مِنْهُ الْجِيَاد، وَالْبيض الْحداد صنيعا، وتشرح مِنْهُ ألسن الأقلام تهذيبا وتفريعا. وَالصَّبْر الَّذِي يَقُود زرافات الْأجر قطيعا فقطيعا، وَالشُّكْر الَّذِي يفجر من الْمَزِيد ينبوعا. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم كتب الله لكم من حظوة الْخَيْر أوفرها عددا، وأقطعكم من خطط السعد أبعدها أمدا وأتبعكم من كتايب الْعِزّ أطولها يدا، وألهمكم من

اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست