responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 125
الْكَرِيم الشمايل، شمس الْملك وبدره، وَعين الزَّمَان وصدره، [أَمِير الْمُسلمين، وقرة عين الْمُؤمنِينَ، أَبُو عبد الله] ، وصل الله أَسبَاب سعده، كَمَا حلى أجياد المنابر بالدعا لمجده، وَجعل جنود السَّمَاء من جنده، وَنَصره بالنصر الْعَزِيز، فَمَا النَّصْر إِلَّا من عِنْده. وَرَأَوا أَن قد ظَفرت [بِعُرْوَة الْحق] أَيْديهم، وَأمن فِي ظلّ الله رايحهم وغاديهم، ودلت على حسن الْخَوَاتِم مباديهم، فبادروا وانثالوا، وتبختروا فِي ملابس الْأَمْن واختالوا، وهبوا إِلَى بيعَته، تطيرهم أَجْنِحَة السرُور، ويعلن أنطلاق وُجُوههم بانشراح الصُّدُور. وَاجْتمعَ مِنْهُم طوايف الْخَاصَّة وَالْجُمْهُور، مَا بَين الشريف والمشروف، والروسا أولى المنصب الْمَعْرُوف، وَحَملَة الْعلم وَحَملَة السيوف، والأمنا وَمن لديهم من الألوف، وساير الكافة، أولى البدار لمثلهَا والخفوف، فعقدوا لَهُ الْبيعَة الْوَثِيقَة الأساس، السعيدة بِفضل الله، على النَّاس، البرى عقدهَا من الأرتياب والألتباس، الحايزة شُرُوط الْكَمَال، الماحية بِنور الْبَيَان ظلم الْإِشْكَال، الضمينة حسن العقبي ونجح الْمَآل، على مَا بُويِعَ عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمن لَهُ من الصَّحَابَة والآل، وعَلى السّمع وَالطَّاعَة وملازمة السّنة وَالْجَمَاعَة، فأيديهم بالسلم وَالْحَرب رد ليده، وطاعتهم إِلَيْهِ خَالِصَة فِي يَوْمه وغده، وأهواؤهم متفقة حَالي الشدَّة والرخاء، وعهودهم مَحْفُوظَة على تداول السَّرَّاء وَالضَّرَّاء. أشهدوا عَلَيْهَا الله، وَكفى بِهِ شَهِيدا، وأعطوا صفقات إِيمَانهم تثبيتا للوفاء بهَا وتأكيدا، وَجعلُوا مِنْهَا فِي أَعْنَاقهم ميثاقا وثيقا وعهدا شَدِيدا. وَالله عز وَجل يَقُول، فَمن نكث فَإِنَّمَا ينْكث على نَفسه، وَمن أوفى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ الله فسنوتيه أجرا عَظِيما. وَمن أصدق من الله وَعدا أَو وعيدا. وهم قد بسطوا أَيْديهم يستنزلون رَحْمَة الله بالإخلاص والإنابة، وصرفوا وُجُوههم إِلَى من أَمرهم بِالدُّعَاءِ وَوَعدهمْ بالإجابة. يسْأَلُون لَهُ خير مَا يَقْضِيه، وَالسير على

اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست