responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 103
أنشأ النُّفُوس البشرية وسواها، وأدار على من اصْطفى مِنْهَا، وَاخْتَارَ كؤوس مَعْرفَته حَتَّى رَوَاهَا، وأرشدها بِنور الإلهام فِي ظلمات الْأَرْحَام، إِلَى الْوُقُوف بربوع توحيده والإلمام، وَقد مَال بهَا عَن الجادة هَواهَا، وَعظم الْأَرْحَام إِلَى جعل تقواه مقترنة بتقواها، فوضح حَقّهَا الأكيد، وَظهر قدرهَا الْكَبِير.
ونحمده، وَله الْحَمد فِي الأولى وَالْآخِرَة، ونثني عَلَيْهِ بِمَا على نَفسه، اثنى من صِفَاته الْعلي، وأسمايه الْحسنى [ونشكره على] ونعمه الْبَاطِنَة وَالظَّاهِرَة، ونعترف لملكه الْحق، بعجز الْعُقُول الذاهلة، والنفوس الْقَاهِرَة، فَكلما بهرت الْأَلْبَاب منته الوافرة، وآلاؤه المتوافرة، فشأننا الْعَجز، وصفتنا التَّقْصِير. ونشهد أَنه الله الَّذِي لَا آله إِلَّا هُوَ، ثَبت فِي بالبديهة وجوده فَلَا يسع جَهله، لَيْسَ فِي الْوُجُود إِلَّا فعله، بِيَدِهِ الْخلق، وَالْأَمر، وَإِلَيْهِ يرجع الْأَمر كُله، عين المقاسم والمواهب جوده وفضله، وأجرى الأقدار على حَسْبَمَا اقْتَضَاهُ وَاخْتَارَهُ حكمه وعدله. يحط وَيرْفَع، وَيُعْطِي وَيمْنَع، لَا يسل عَمَّا يفعل، وَلَا يعْتَرض، فِيمَا يصنع، بِمَا اقتضته الْحِكْمَة الْبَالِغَة وَالتَّدْبِير، شَهَادَة تتأرج نفحات الْإِخْلَاص من أزهارها، وتتخلق [أكوان الأردان] ، من شذا معطارها، وتسفر غرر التَّوْحِيد من مطالع أسرارها، وتضيء أرجاء الْوُجُود أشعة نجومها وأقمارها، وتستفاد كنوز الْيَقِين من مكامن أسرارها، ونجدها عتادا إِذا زخرفت الْجنان وسعرت السعير. ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده الَّذِي شرح صَدره، وَرفع ذكره، وَرَسُوله الَّذِي

اسم الکتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست