responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 94
علقمة بن عبيدة فيقول: أعزز عليَّ بمكانك! ما أغنى عنك سمطا لؤلؤك. يعني قصيدته التي على الباء: طحا بك قلبٌ في الحسان طروب والتي على الميم: هل ما علمت وما استودعت مكتوم فبالذي يقدر على تخليصك، ما أردت بقولك:
فلا تعدلي بيني وبيين مغمَّرٍ ... سقتك روايا المزن حين تصوب
وما القلب، أم ماذكرها ربعيَّة ... يخطُّ لها من ثرمداء قليب
أعنيت بالقليب هذا الذي يورد، أم القبر؟ ولكلٍ وجهٌ حسنٌ.
فيقول علقمة: إنَّك لتستضحك عابساً، وتريد أن تجني الثَّمر يابساً، فعليك شغلك أيُّها السَّليم!
فيقول: لو شفعت لأحدٍ أبياتٌ صادقةٌ ليس فيها ذكر الله، سبحانه، لشفعت لك أبياتك في وصف النَّساء، أعني قولك:
فإن تسألوني بالنسِّاء فإننِّي ... بصيرٌ بأدواء النِّساء طبيب
إذا شاب رأس المرء، أو قلّ ماله، ... فليس له في ودِّهنَّ نصيب
يردن ثراء المال حيث علمنه، ... وشرخ الشِّباب عندهنَّ عجيب
ولو صادفت منك راحةً لسألتك عن قولك:
وفي كلِّ حيٍّ قد خبطَّ بنعمةٍ ... فحُقّ لشاشٍ من نداك ذنوب
أهكذ نطقت بها طاءً مشدّدةً، أم قالها كذلك عربيٌّ سواك؟ فقد يجوز أن يقول الشاعر الكلمة، فيغيِّرها عن تلك الحال الرواة.
وإنَّ في نفسي لحاجةً من قولك:
كأس عزيزٌ من الأعناب عتَّقها ... لبعض أربابها حانيَّةٌ حوم
فقد اختلف النَّاس في قولك حوم، فقيل: أراد حُمَّاً، أي سوداً، فأبدل من إحدى الميمين واواً. وقيل: أراد حوماً أي كثيراً فضمَّ الحاء للضَّرورة، وقيل: حومٌ، يحام بها على الشِّرب أي يطاف.
وكذلك قولك:
يهدي بها أكلف الخدَّين مختبرٌ ... من الجمال كثيرٌ اللّحم عيثوم
فروي: يهدي، بالدَّال غير معجمةٍ، ويهذي بذالٍ معجمةٍ.
وقيل: مختبرٌ، من

اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست