اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء الجزء : 1 صفحة : 21
ندمت على أن لا تكون كمثله، ... وأنّك لم ترصد لما كان أرصدا
فإيّاك والميتات لا تقربنّها! ... ولا تأخذن سهماً حديداً لتفصدا
ولا تقربنَّ جارةً إن سرَّها ... عليك حرامٌ، فانكحن أو تأبّدا
نبيٌّ يرى مالا يرون، وذكره ... أغار لعمري في البلاد وأنجدا
وهو، أكمل الله زينة المحافل بحضوره، يعرف الأقوال في هذا البيت، وإنّما أذكرها لأنّه قد يجوز أن يقرأ هذا الهذيان ناشىءٌ لم يبلغه: حكى الفرّاء وحده أغار في معنى غار، إذا أتى الغور، وإذا صحّ هذا البيت للأعشى فلم يرد بالإغارة إلا ضدَّ الإنجاد. وروي عن الأصمعيّ روايتان: إحداهما أنَّ أغار في معنى عدا عدواً شديداً، وأنشد في كتاب الأجناس:
فعدّ طلابها وتسلَّ عنه ... بناجيةٍ إذا زجرت تغير
والأخرى أنّه كان يقدّم ويؤخَّر فيقول: لعمري غار في البلاد وأنجدا فيجيء به على الزّحاف. وكان سعيد بن مسعدة يقول: غار لعمري في البلاد وأنجدا فيخرمه في النصف الثاني.
ايمان الأعشى
ويقول الأعشى: قلت لعلّيٍ: وقد كنت أومن بالله وبالحساب وأصدّق بالبعث وأنا في الجاهليّة الجهلاء، فمن ذلك قولي:
فما أيبلي على هيكلٍ، ... بناه وصلَّب فيه وصارا
يراوح من صلوات المليك ... طوراً سجوداً وطوراً جؤارا
بأعظم منك تقىً في الحساب ... إذا النَّسمات نفضن الغبارا
فذهب عليَّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذا أعشى قيس قد روي مدحه فيك، وشهد أنّك نبيٌّ مرسلٌ.
فقال: هلاَّ جاءني في الدّار السَّابقة؟ قال: عليُّ: قد جاء، ولكن صدَّته قريشٌ وحبُّه للخمر. فشفع لي،
اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء الجزء : 1 صفحة : 21