اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء الجزء : 1 صفحة : 132
أثيرةٍ، فإنّه يتقدَّم بمناقب كثيرةٍ، وإن حسَّاد البارع لكما قال الفرزدق:
فإن تهج آل الزِّبرقان، فإنّما ... هجوت الطّوال الشُّمَّ من يذبل
وقد ينبج الكلب النّجوم ودونها ... فراسخ تقصي ناظر المتأمِّل
يعدو على الحاسد حسده، ويذوب من كبتٍ جسده:
فهل ضربة الرّوميِّ جاعلةٌ لكم ... أباً عن كليبٍ، أو أباً مثل دارم؟
فأمّا ما ذكره من قول أبي الطَّيب: أذمُّ إلى هذا الزّمان أهيله فقد كان الرّجل مولعاً بالتّصغير، لا يقنع من ذلك بخلسة المغير؛ كقوله:
من لي بفهم أهيل عصر يدعي ... أن يحسب الهندي فيهم باقل؟
وقوله:
حبيببتا قلبي، فؤادي هيا جمل
وقوله:
مقالي للأحيمق يا حليم
وقوله:
ونام الخويدم عن ليلنا
وقوله:
أفي كل يوم تحت ضبني شويعر
وغير ذلك مما هو موجود في ديوانه، ولا ملامة عليه، إنما هي عادة صارت كالطبع، فما حسن بها مألوف الربع، ولكنها تغتفر مع المحاسن، والشام قد يظهر على المراسن.
وهذا البيت الذي أوله:
أذم إلى هذا الزمان أهيله
إنما قاله في علي بن محمد بن سيار بن مكرم بأنطاكية قبل أن يمدح سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان، والشعراء مطلق لهم ذلك،
اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء الجزء : 1 صفحة : 132