اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء الجزء : 1 صفحة : 125
من الموت كؤوسٌ، والله العالم بما يؤوس.
وأمَّا أبو القطران الأسديُّ، وأيُّ البشر من الخطوب مفديّ، فصاحب غزلٍ وتبطُّل، وتوفُّرٍ على الخرَّد وتعطُّل، وما أشكُّ أنّ الشّيخ، أقرّ الله عين الأدب بالز؟ َّيادة في عمره أشدّ شوقاً إلى أحمد بن يحيى مع صمعه، وأبي الحسن الأثرم مع ثرمه، من المرّار بن سعيد عند رجاء العدة وخوف الوعيد، وهو ذلك المتهيّم إلى وحشيّة، وإن فقد لبينها الحشيّة، وادّكر ثغراً كالإٌغريض، وخدّا ًيعدل بلون الإحريض وإنَّما ودُّ الغانية خلابٌ وخداعٌ، وللكمد في هواه ابتداعٌ. ولو هلكت تلك المرة والمرّار يعيش، لعدِّ أنَّه بتلفها نعيش، ولا سيَّما بعد السَّنّ العالية، وقوَّة النّفس الآلية. ولعلّ ابا القطران لو متّع بهذه المذكورة ما يكون قدره مائة حقبةًٍ، على غير الجزع والرِّقبة، لجاز أن يغرض من الوصال، إذا علم أنَّ حبله في اتِّصال. ولو نزل بها شيءٌ تتغيَّر به عن العهد، لتمننَّى أن تقذف إلى غير المهد، لأنَّ ابن آدم بخيلٌ ملول، نسري به إلى المنيَّة أمونٌ ذلول. ولو أصابها العور، بعد أن سكن عينها الحور، لظنَّ أن ذلك نبأ لا يغفر ولا يكفَّر، فكيف يعتب على الفاهين، وينتقم من القوم السّاهين؟ والله سبحانه، قد رفع ذلك عن ساهٍ ما علم، ونائمٍ إذا أحسّ بالمؤلم ألم.
ومن أين لذلك الشّخص الأسدي، ما وهبه الله للشيخ من وفاءٍ لو علم به السّموءل لاعترف أنَّه من الغادرين، أو الحارث ابن ظالم لشهد أنَّه من السّادرين؟؟؟! من قولهم فعل كذا وكذا سادراً، أي لا يهتمُّ لشيء، وإنّما عاشر أبو القطران أعبداً في الإبل وآمياً، ونظر إلى عقبه دامياً، ممَّا يطأ على هراسٍ،
اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء الجزء : 1 صفحة : 125