responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 103
ولها بالماطرون إذا ... أنفذ النّمل الذي جمعا
خلفةٌ حتى إذا ظهرت ... سكنتت من جلِّقٍ بيعا
في قبابٍ حول دسكرةٍ ... حولها الزّيتون قد ينعا
وقفت للبدر ترقبه، ... فإذا بالبدر قد طلعا
ولقد فاكهته في بعض الأيَّام وأنا سكران ملتخٌّ فقلت:
اسلم سلمت أبا خالدٍ ... وحيَّاك ربُّك بالعنقز
اكلت الدَّجاج فأفنيتها، ... فهل في الخنانيص من مغمز
فما زادني عن ابتسام، واهنزَّ للصِّلة كاهتزاز الحسام فيقول، أدام الله تمكينه: من ثمَّ أتيت! أما علمت أنّ ذلك الرجل عاندٌ، وفي جبال المعصية ساندٌ؟ فعلام اطَّلعت من مذهبه: أكان موحِّداً، أم وجدته في النُّسك ملحداً؟ فيقول الأخطل: كانت تعجبه هذه الأبيات:
أخالد هاتي خبِّريني وأعلني ... حديثك، إنَّي لا أسرُّ التنّاجيا
حديث أبي سفيان لمّا سما بها ... إلى أحدٍ حتى أقام البواكيا
وكيف بغى أمراً عليَّ ففاته ... وأورثه الجدُّ السَّعيد معاويا
وقومي فعلَّيني على ذاك قهوةً ... تحلَّبها العيسيُّ كرماً شآميا
إذا ما نظرنا في أمورٍ قديمةٍ ... وجدنا حلالاً شربها المتواليا
فلا خلف بين النَّاس أنَّ محمّداً ... تبوّأ رمساً في المدينة ثاويا
فيقول، جعل الله أوقاته كلَّها سعيدةً: عليك البهلة! قد ذهلت الشّعراء من أهل الجنّة والنَّار عن المدح والنَّسيب، وما شُدهت عن كفرك ولا إساءتك. وإبليس يسمع ذلك الخطاب كلُّه فيقول للزَّبيانية: ما رأيت أعجز

اسم الکتاب : رسالة الغفران المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست