responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل المقريزي المؤلف : المقريزي    الجزء : 1  صفحة : 43
إن القرابة لا تقرب قاطعا ... وأرى المودة أكبر الأنساب
ثم إنى أقول: يا عجب، كيف يستحق خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلّم «1» على أمته شرعا من لم يجعل الله له حقا في سهم ذى القربى، أم كيف يقيم دين الله من قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونابذه وكابده وبذل جهده في قتله. وليت بنو أمية الخلافة، عدلوا وأنصفوا، بل حادوا في الحكم «2» وتعسفوا واستأثروا بالفىء «3» كله، وحرموه بنى هاشم جملة، وزادوا في العتو والتعدى حتى قالوا: إنما ذو القربى قرابة الخليفة منهم، حتى قرروا عند أهل الشام أنه لا قرابة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم يرثونه إلا بنى أمية، فلما قام بالأمر أبو العباس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله ابن عباس المنعوت بالسفاح «4» ، وقتل مروان بن محمد بن مروان بن الحكم آخر خلائف بنى أمية وأزال دولتهم، دخل عليه مشيخة من أهل الشام فقالوا: والله ما علمنا أنه لرسول الله صلى الله عليه وسلّم قرابة إلا بنى أمية حتى وليتم، فقال إبراهيم بن مهاجر (شعرا) :
أيها الناس اسمعوا أخيركم ... عجبا زاد على كل عجب
عجبا من عبد شمس إنهم ... فتحوا للناس أبواب الكذب
ورثوا أحمد فيها زعموا ... دون عباس وعبد المطلب
كذبوا والله ما نعلمه ... يحرز الميراث إلا من قرب

اسم الکتاب : رسائل المقريزي المؤلف : المقريزي    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست