اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 90
(إذا كنتُ في قومٍ طوالٍ فضلتهم ... بعارفةٍ حتى يُقالَ طويل)
(ولا خيرَ في طولِ الجسومِ وعَرضها ... إذا لم تَزِنْ طولَ الجسومِ عقولُ)
(ولم أرَ كالمعروفِ أمَّا مذاقهُ ... فحلوٌ وأما وجههُ فجميلُ)
وقلت:
(غنايَ غنى نفسي ومالي قناعتي ... وكنزيَ آدابي وزيي عفافيا)
(وفخريَ أسلامي وذخري أمانتي ... وجنديَ أشعاري وسيفي لسانيا)
(ولي عزماتٌ كالسيوفِ قواضِبا ... إذا عَنَ خطبٌ والحتوفُ قواضيا)
(وتغشى صدورَ النائباتِ صدورُها ... كما غشيتْ سُمرُ العوالي التراقيا)
(ألا لا يذمُّ الدهرَ من كان عاجزاً ... ولا يعذلُ الاقدارَ من كان دانيا)
(فمن لم تبلغهُ المعاليَ نفسُهُ ... فغير جديرٍ أن ينالَ المعاليا)
ولا أعرف في افتخار الجاهلية أجود ولا أبلغ من قول عمرو بن كلثوم:
(ونحنُ العاصمون إذا أطعنا ... ونحن العارمون إذا عصينا)
(ونحنُ التاركونَ لما سخطنا ... ونحن الآخذون لما رضينا)
وقد أحسن إبراهيم بن العباس في قوله:
(أما تَريَني أمامَ القوم متبعاً ... فقد أرى من وراء الخيل أتبعُ)
(يوما أنيخُ فلا أدعى على نشبٍ ... واستبيحُ فلا أبقى ولا أدعُ)
(لا تسألي القومَ عن حيٍّ صحبتهمُ ... ماذا صنعت وماذا أهله صنعوا)
وقال:
(أميلُ مع الذمامِ على ابن عمي ... وأقضي للصديقِ على الشقيقِِ)
(أفرقُ بين معروفي وبيني ... وأجمع بين مالي والحقوق)
(فأما تلقني حُراً مطاعا ... فإنك واجدي عبدَ الصديقِ)
وهذا من قول الأول:
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 90