اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 226
وهذا أبلغ أيضاً لأن سقوط الندى أخفى من سمو حباب الماء لأن لسمو حباب الماء صوتاً خفياً ليس ذلك لسقوط الندى وهو من أبيات ظريفة أولها:
(قالتْ ألا لا تلجنْ دارنا ... إنَ أبانا رجلُ غائرٌ)
(أما رأيتَ البابَ من دوننا ... قلتُ فإني واثبٌ ظافرُ)
(قالتْ فإنَ القصرَ من دوننا ... قلتُ فإني فوقهُ ظاهرُ)
(قالتْ فإنَّ الليثَ عادٍ به ... قلتُ فسيفي مُرهفٌ باترُ)
(قالت فهذا البحرُ ما بيننا ... قلت فإني سابحٌ ماهر)
(قالتْ أليسَ اللهُ من فوقنا ... قلت بلى وهولنا غافر)
(قالت فأما كنت أعييتنا ... فأت إذا ما هجعَ السامرُ)
(واسقط علينا كسقوط الندى ... ليلةَ لا ناهٍ ولا زاجرُ)
ومن مليح ما جاء في هذا المعنى قول المؤمل:
(وطارقات طرقني رَسلاً ... والليلُ كالطيلسانِ مُعتكرُ)
(فقلنَ جئنا إليكَ عن ثقةٍ ... من عند خود كأنها قمرُ)
(هل لكَ في غادةٍ مُنعمةٍ ... يحارُ فيها من حسنِها النظرُ)
(في الجيدِ منها طولٌ إذا التفتت ... وفي خطاها إذا مشت قصر)
(فقمت أسعى إلى مُحجبَةٍ ... تضئ منها البيوتُ والحجرُ)
(فقلتُ لما بدا تخفّرُها ... جُودي ولا يمنعنْك الخفر)
(قالت توَّقرُ ودَع مقالك ذا ... أنت امرؤٌ بالقبيحِ مشتهر)
(والله لا نلتَ ما تطالبُ أو ... ينبتَ في بطنِ راحتي شَعر)
(لا أنت لي قيمٌ فتخبرني ... ولا أميرٌ علىَ مؤتمر)
(قلت ولكنْ ضيفٌ أتاك به ... تحتَ الظلامِ القضاءُ والقدرُ)
(فاحتسبي الأجر في ... وباشري قد تطاولَ العسر)
(قالت قد جشئتَ تبتغي عملاً ... تكادُ منهُ السماءُ تنفطرُ)
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 226