responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 138
لا يشاور، وقد أجمع الناس أن الفرس أعقل من الروم. ومن أوجز ما قيل في الطمع قول بعضهم إذا طمعت مللت. ويقولون الطمع طبع، والطبع الدنس وأنشد:
(لا خيرَ في طمع يدعو إلى طبعَ ... وغفةٌ من قوام العيش تكفيني)
والغفة القوت وأصلها الفأرة وسميت بذلك لأنها قوت للنسور. وأنا أقول إن أول الطمع ذلة وأوسطه شقوة وآخره حسرة. وقال ثابت قطنة:
(ألا ئمتى عميرة أن رأتني ... عزفت النفس عما لم ينالا)
أحزم كلمة سمعناها عن العرب قولهم (إن ترد الماء بماء أكيس ... )
معناه ينبغي أن تحتفظ بما عندك حتى تصل إلى غيره ولا تلقي ما في يدك رجاء لما هو أكثر منه فلعلك لا تناله لحادث يحدث. ومثل ذلك قولهم (لا يرسل الساق إلا ممسكاً ساقا ... )
أي لا يترك معتمداً إلا إذا وجد مثله. وأصله في الحرباء لا يترك ساق شجرة حتى يمسك بساق أخرى، قال الشاعر:
(أنى أيتحَ لها حرباء تنضبة ... لا يرسل الساقَ إلا ممسكاً ساقا)
أجود ما قيل في الحياء قول الخنساء:
(ومخرقٌ عنه القميص تخالهُ ... بين البيوتِ من الحياءِ سقيما)
(حتى إذا رفعَ اللواء رأيتَهُ ... تحت اللواءِ على الخميسِ زعيما)
أخذه بعضهم وأحسن:
(يشبهون سيوفاً في صرامتهم ... وطول أنظيةِ الأعناقِ والقممِ)
(إذا غدا المسكُ يجري في مفارقهم ... راحوا كأنهمُ مرضى من الكرم)

اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست