responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 129
ذافاقة إلى طولك فليست لي طاقة بما حملتنيه من برك وما أجد لنفسي معقلاً ولا أعرف لها متعللا إلا في الاقتداء بمن عجز عن شكر ما أولى فجبر نقيصته بالاعتراف والتقصير واعتمد من شكره على تصريف المعاذير. وكتب إلي بعض الأصدقاء وصل كتابك مقرونا بالتوقيع في معنى المعيشة فأعاد الأمل جديداً والجد سعيدا والهمة سامية تمسح وجه النجم وتقبل عارض الشمس وتمسك بعنان البدر فآذن بعمارة الجاه وتكفل برفع القدر وضمن أعلاه الأولياء وكبت الحساد وكب الأعداء إلى غير ذلك من أنس أورده وسرور جدده ووحشة صرفها وكربة كشفها، وفهمته وتأملت التوقيع فتصور لي الغناء بصورته وقابلني بصدق مخيلته وعرفت أن الدهر قد غضت جفونه ونامت عيونه وتنحت عن ساحتي خطوته وهذه نعم أعيا بذكرها فكيف أطمع في أداء شكرها بل عسى أن يكون الاعتراف بقصور الشكر عنها شكراً لها ومقابلة لما خلص إلي منها وأنا معترف بذلك اعتراف الروض بحقوق الأنواء إذا تحلى بيواقيت الأنوار ولآلئ الأنداء. وجعل جعفر بن يحيى البرمكي الشكر بإظهار حسن الحال أبلغ من الشكر بالقول.
أخبرنا أبو أحمد أخبرنا المبرمان أخبرنا أبو جعفر بن القتيبي عن القتيبي قال أراد جعفر بن يحيى حاجة كان طريقه إليها على باب الأصمعي فدفع إلى خادم له كيساً فيه ألف دينار وقال إني سأنزل في رجعتي إلى الأصمعي ثم سيحدثني ويضحكني فإذا ضحكت فضع الكيس بين يديه فلما رجع ودخل عليه فرأى حُباً مكسور الرأس وجرة مكسورة العنق وقصعة مشعبة وجفنة أعشار ورآه على مصلى بالٍ وعليه بركان أجرد فغمز غلامه أن لا يضع الكيس بين يديه فلم يدع الأصمعي شيئاً مما يضحك الثكلان والغضبان إلا أورده عليه فما تبسم ثم خرج فقال لرجل يسايره من استرعى الذئب ظالم ومن زرع سبخة حصد الفقر إني والله لما علمت أن هذا يكتم المعروف بالفعل ما حفلت بنشره له باللسان وأين يقع مديح اللسان من آثار العيان إن اللسان قد يكذب والحال لا يكذب لوله در نصيب حيث يقول:

اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست