responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 122
فقالوا لرقيبهم ما ترى قال خيلاٌ كالعقبان عليها فوارس كالصبيان فقال فزراة ولا بأس ثم رأوا غبرة أخرى فقالوا له ماترى قال خيلا كأن قوائمها تنقلع من صخر قال تلك عبس والموت فلما خالطوهم قتل عبد الله فقال دريد:
(أمرتُهم أمرى بمُنعرجِ اللوى ... فلم يستبينوا الرشد إلاضُحى الغدِ)
(فلما عصَوني كنتُ منهم وقد أرى ... غَوايتهم أني بهم غير مهتدي)
(وما أنا إلا من غَزيةَ إن غوتْ ... غويتُ وإن تَرشُد غزيةُ أرشَدِ)
وأسر دريد ثم نجا فغزاهم من قابل فقتل قاتل أخيه. ووجه المبالغة في هذا الكلام أنه أخبر بموافقة أخيه على علمه بأنها غي وترك مخالفة مع معرفته أنها رشد كراهة الخروج من هواه وترك مطابقة على رضاه. وقريب منه قول عمر بن أبي ربيعة وروي لغيره:
(وذي ودٍ أملتُ إليه نصحاً ... وكان لما أشيرُ به سميعا)
(أطافَ بغيهِ ونهيتُ عنها ... وقلتُ تجنبِ الأمرَ الفظيعا)
(أردتُ رشادهُ جَهدي فلما ... عصى وأبى ركبناها جميعا)
وأنشدنا أبو أحمد عن الصولي عن الحسن بن محمد المهري عن التوزي:
(تنخلتُ آرائي وسقتُ نصيحتي ... إلى غير طلقٍ للنصيح ولا هشَ)
(فلما أبى نُصحي سلكتُ سبيلهُ ... وأوسعتهُ من زور قول ومن غشَ)
وقال آخر:
(ألم تعلما يا ابني دجاجةَ أنني ... أغشُ إذا ما النصحُ لم يُتقبل)
ومن جيد ما قيل في النصيحة قول مخيس بن أرطأة:
(عرضتُ نصيحةً مني ليحي ... فقال غششتني والنصحُ مرُ)
(وما بي أن أكونَ أعيب يحيى ... ويحيى طاهرُ الأخلاق برُ)
(ولكن قد أتاني أن يحيى ... يُقالُ عليه في نقعاء شرُ)

اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست