responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 108
ومن جيد ما قيل في الإيثار على النفس قول عبيد الله بن عبد الله بن طاهر كتبه عبيد الله بن سليمان حين ولي الوزارة:
(أبى دهرنُا إسعافنَا في نفوسنا ... فأسعفنا فيمن نُحبُ ونكرمُ)
(فقلت له نعماكَ فيهم أتمها ... ودَعَ أمرنَا إنَّ المهمَ المقدَّمُ)
وهذا غاية لأنه جعل أمر الممدوح أهم له من نفسه وإصلاح شأنه. ومن جيد ما قيل في جود على قوم دون قوم قول البحتري:
(سحابٌ عداني جودهُ وهو هامرٌ ... وبحرٌ خطاني فيضُه وهو مفعَمُ)
(وبرقٌ أضاءَ الأرضَ شرقاً ومغرباً ... وموضعُ رجلي منهُ أسودُ مظلمُ)
ومن أجود ما قيل في كبر الهمة قول بعض العرب:
(لهُ هِممٌ لا مُنتهى لكبارها ... وهمتهُ الصغرى أجلُ من الدهرِ)
(له راحةٌ لو أن معشارَ جُودها ... على البرَ كان البرُ أندى من البحر)
أخذه المتنبي فقال وقصر:
(تجمعتْ في فؤاده هممٌ ... ملءُ فؤادِ الزمانِ إحداها)
وموضع التقصير فيه أن الأول جعل همته الصغرى أجل من الدهر وجعل المتنبي إحدى همه ملء فؤاد الزمان فإذا كان ملء فؤاده فليس بأجل منها. ومما يذكر في وصف كبر الهمة أن سيف بن ذي يزن دخل على كسرى فتطأطأ في طاق رفيع من طيقان قصره وجلس فدفعت إليه مخدة فجعلها على رأسه وكسرى يرمقه فلما سأل سيف حاجته قيل له إن الملك قد رأى منك خلتين عجيبتين وضع المخدة على رأسك وإنما أعطيتها لتجلس عليها وتطأطؤك في الطاق الرفيع فقال أما المخدة فرأيت عليها صورة الملك فوضعتها على أكرم موضع عندي وأما تطأطئ في الطاق الكبير فإن همتي أكبر منه. فاستحسن كلامه وضم إليه جيشاً أزاح بهم الحبشة عن بلده. ومن بليغ ما قيل في كبر الهمة يقول علي بن محمد البصري:

اسم الکتاب : ديوان المعاني المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست