اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام الجزء : 1 صفحة : 275
الفضة أشد حساسية من أملاح نترات الفضة وبذلك تكون أكثر تأثرا بالضوء إلى أن حالف الحظ العالم الإنجليزي السير جون هيرشيل[1] في التوصل إلى اكتشاف مادة كيمائية خاصة هو صوديوم ثيوسلفيت[2] ويطلق عليها هيبوسلفيت الصوديوم، وهو ملح يذيب أملاح الفضة مثل كلوريد الفضة ونترات الفضة التي لا تتأثر بالضوء، وبذلك يمكن تثبيت الصورة وحفظها من الزوال، وتم ذلك سنة 1819.
ثم انصرف اهتمام العلماء بعد ذلك إلى ميدان آخر من ميادين فن التصوير وهو كيفية الحصول على مواد حساسة مختلفة تصلح لتسجيل صور ثابتة، واستطاع الكيمائي الألماني كريستيان فريدريش شوينباين[3] أن يذيب القطن في الكحول والأتير للحصول على الكلوديون الرطب الذي يعتبر أساس صناعة الأفلام، وخاصة في ذلك الوقت، كما يستخدم حتى الآن في الصحف لإنتاج أسطح حساسة لالتقاط صور الكليشيهات عليها. وجاء من بعده العالم فريدريك أسكوت آرشر[4] الذي اكتشف في عام 1815 أن إضافة اليود والبوتاسيوم إلى الكلوديون الرطب يجعل السطح الحساس المغطى بنترات الفضة أكثر حساسية ويساعد على إنهاء عملية التثبيت في غضون بضع دقائق.
بيد أن أشهر التجارب في عالم التصوير هي تلك التي قام بها العالمان الفرنسيان نيبس[5] وداجير[6] للحصول على طبقات حساسة للضوء، وذلك ابتداء من سنة 1829. ومن هذه التجارب مثلا طلاء لوح من النحاس بطبقة من الأسفلت ثم لصق ورقة شفافة مرسوم عليها صورة ثم تعريضهما معا لضوء الشمس حتى يتصلب الأسفلت المعرض للضوء، بينما تظل الأجزاء الباقية تحت الخطوط المعتمة كما هي أي أنها لا تتصلب وتبقى قابلة للذوبان في محلول خاص. واستطاع ليبس أن يزيل الأسفلت المتصلب، ويحفر اللوح النحاس بحامض [1] SIR JOHN HERSCHEL. [2] SODIUM THIO SUIPHATE. [3] CHRISTIAN FRIEDRICH SCHOENBEIN. [4] FRIEDRICH SCOTT ARCHER. [5] JOSEPH NICHEPORE NIEPCE. [6] LOUIS DAGUERRE.
اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام الجزء : 1 صفحة : 275