اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام الجزء : 1 صفحة : 179
ماهية فن المقال:
وكلمة مقال[1] ذاتها تعني محاولة[2] أو خبرة[3] أو تطبيقا مبدئيا[4] أو تجربة أولية[5]. وقد رأينا أن روح عصر النهضة هي روح التجربة، والعناية بالخبرة الإنسانية، والاهتمام برأي الفرد، والإيمان بقدرته، فهناك تطابق تام بين طبيعة فن المقال، وروح عصر النهضة. فالمقال محاولة لاختيار فكرة من الأفكار، أو لتدبر رأي من الآراء، أو لتأمل اتجاه من الاتجاهات النفسية، والتعبير عنها بأسلوب سلس جذاب.
فليس المقال بحثا علميا، أو فصلا من فصول كتاب أدبي أو علمي ولا قصة ولا محاضرة من المحاضرات المنظمة ولا دراسة مرتبة ترتيبا منطقيا، وإنما المقال فكرة يتلقفها الكاتب من البيئة المحيطة به، ويتأثر بها -وفي هذا الجو الوجداني للتلقف يعبر الكاتب عن هذه الفكرة بطريقة ما، حظها من النظام قليل، وحاجته إلى الترتيب والتمحيص والتدقيق أقل، ذلك أن الكاتب لا يقصد إلى التعبير [1] ESSAY. [2] EPREUVE. [3] EXPERIENCE. [4] PREMIERE APPLICATION. [5] PREMIERE TENTATIVE.
ويعلق على ذلك قائلا: "الجامعة الإسلامية إذن ليست في الواقع إلا شعورا عاما لدى المسلمين جميعا بالظلم، وشكايات متكررة من وقع هذا الظلم، ورغبة عامة في النهوض بالأمم الإسلامية للتخلص من آثار الظلم إلى الأبد".
فلا شك -إذن- أن بيئة التنوير، وعصر النهضة الفكرية، وتفجير طاقات النقد والنقد الذاتي، والابتداع في التحليل والتشخيص، والاتجاه نحو الترشيد والعقلانية، وظهور الرأي العام المصري وتكونه من خلال الصحافة والتعليم، والتأثر بالتيارات الفكرية الحديثة، والرغبة في التغيير السياسي والاجتماعي كل هذه الظروف والعوامل قد هيأت الجو لظهور فن المقال الصحفي لأنه بطبيعته فن حضاري يزدهر في بيئة الفكر والعلم والنهضة والتنوير.
اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام الجزء : 1 صفحة : 179