responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام    الجزء : 1  صفحة : 161
ولكنه قد يكون حديثا لبيان الآراء والاتجاهات، وهناك أحاديث للإمتاع والتسلية، فضلا عن الأحاديث التعليمية التي تبين كيف تصنع الأشياء أو كيف تكتسب المهارات. ويلاحظ أن يكون التحقيق الصحفي إيقاعيا في تنوعه بين التلخيص والوصف ثم إيراد نص ما يقوله المتحدث وهكذا حتى ينتهي الحديث.
غير أن على الصحفي أن يحذر من أن يصبح هو نفسه محور الحديث؛ لأن القراء يشغفون بحديث المصدر لا حديث الصحفي. وكثيرا ما يلجأ رجال السياسة والدبلوماسية المحتكون إلى الإجابات العامة المختصرة التي تنعدم فيها روحه الشخصية، فلا يظفر الصحفي من الحديث إلا بأسئلته هو. ويلاحظ أن التحقيق الصحفي ليس حديثا، وإنما هو صورة لشخصية من الشخصيات تظهر من خلال الحديث والتحليل.

خاتمة التحقيق الصحفي:
وينبغي أن يكون للتحقيق الصحفي خاتمة قوية واضحة أشبه ما تكون بالكلمات النهائية في فن المسرحية. ولا تكون النهاية مسرفة في طولها. وإلا انعدم تأثيرها، ولكنها تتسم بالتوافق بين مساحتها ومساحة التحقيق الصحفي نفسه. وتعتبر الخاتمة بمثابة النتائج التي وصل إليها الصحفي من تحقيقه، ولذلك فإنها كثيرا ما تربط بالمقدمة نفسها وتكون صدى لها. ونجد أن بعض الصحفيين يجعلون الخاتمة تعبيرا عن رأيهم الذاتي، بصرف النظر عن المقومات الأخرى والآراء المختلفة والأفكار الشائعة في التحقيق. غير أن النهاية ينبغي أن تكون منطقية مع التحقيق الصحفي، ولا تلصق به كتذييل مقحم أو مفروض عليه.
وفي رأينا أن الخاتمة تستمد خصائصها من طبيعة التحقيق الصحفي نفسه. فإذا كان التحقيق من نوع إعلامي تعرض فيه الحقائق والآراء المختلفة، فأنسب خاتمة هي تلك التي توجز مجموع الأفكار والآراء وتربطها ببعضها البعض وتستخلص منها النتائج المنطقية المترتبة على المعلومات والأحاديث والآراء. ولا ينبغي أن يفرض الصحفي أحكامه الذاتية الشخصية؛ لأن ذلك ميدانه فن آخر من الفنون الصحفية هو المقال أو العمود أو اليوميات.

اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست