responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام    الجزء : 1  صفحة : 115
وقد تكون الرقابة الحكومية سببا في إطلاق الشائعات، وخاصة وقت الحرب، ولكن كثيرا ما يكون المعلن سببا آخر في عدم ذكر الحقائق؛ احتراما لمركزه المالي، وحفظا لإيرادات الصحيفة. وهناك أمثلة تاريخية تدل على تأثير المعلنين على أصحاب الصحف، فقد ارتكب أحد المعلنين من سكان مدينة فيلادلفيا جريمة بمدينة نيويورك، ولم تنشر صحف فيلادلفيا حرفا واحدا عن الجريمة بالرغم من أن صحف نيويورك ظلت تنشر عن الحادث طوال أسبوعين كاملين. وحدث مثل هذا أيضا بالنسبة لأحد المعلنين بإحدى الولايات الغربية، وكان قد قدم للمحاكمة بتهمة رشوة حاكم الولاية، ولم تنشر الصحف المحلية شيئا عن هذه الجريمة مجاملة للمعلن. ويمكن القول أن جريمة الصهيونية في فلسطين لا يكتب عنها لأن المعلنين اليهود من أصحاب رءوس الأموال يضغطون على الصحف، التي تخشى من نشر الأخبار الحقيقية، حفاظا على المعلنين.

الدقة والحالية والقرب والضخامة:
والدقة في نشر الخبر من الأمور بالغة الأهمية، وهي عامل مكمل للصدق. فقد يكون الخبر صحيحا، ولكن لا تراعى الدقة في نشره بالطريقة التي تحفظ عليه صدقه وصحته، ويكون من نتيجة ذلك بطبيعة الحال إما سوء الفهم أو أن يفقد الخبر قيمته عند النشر. وفي ذلك يقول بوليتزر[1]: "إن الدقة للصحيفة كالعفة للمرأة".
ولذلك تعنى الصحف الكبرى التي تسير على نهج صحفي فني دقيق، بمراعاة الدقة عند النشر مراعاة تامة. وصحة الخبر وصدقه لا تكتمل إلا بالدقة في الإلمام بأطراف الخبر، والأرقام، والبيانات، والصور. وعندما يتطرق الشك إلى القارئ في عدم دقة الخبر المنشور أو أنه معدل تعديلا بفقده أهميته، حينئذ يفكر القارئ في قراءة جريدة أخرى. وعندما يفقد القارئ ثقته في الجريدة يبدأ توزيعها في الانخفاض.

[1] pulizer.
اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست