responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام    الجزء : 1  صفحة : 111
فهذه المقابلة التي تتم قبل منتصف الليل، وعودة السفير البريطاني من رحلة الصيد التي بدأها صباح نفس اليوم. وقيل في الصحف أن السفير ينوي قضاء عطلة الأسبوع بطولها في أكياد. كل هذا يدل دلالة قاطعة على أن هناك أزمة بالفعل.
ولمح الصحفي سيارة السفير عائدة. ثم فتح باب منزل رئيس الوزراء وخرج السفير البريطاني وانطلق بسيارته، ومن ورائه صاحبنا الصحفي المصري، وكانت وجهة السفير دار السفارة، وكانت مكاتبها كلها مضاءة والحركة فيها على أشدها. وعاد صاحبنا إلى مكتبة ليحاول الاتصال برئيس الديوان الملكي، وهنا تدخل الخط ليساعد في استكمال عناصر النصر الصحفي إذ رد أحمد حسنين باشا بنفسه المكالمة وسمعه الصحفي يسأل "أهو قصر عابدين الذي يتكلم؟ " وسأله الصحفي "ولماذا تطلب قصر عابدين في هذه الساعة المتأخرة؟ " ولم ينتظر الصحفي الجواب بل بادر فأفرغ ما عنده من أخبار في أذن رئيس الديوان. قال له: إن السفير البريطاني اجتمع برئيس الوزراء فترة طويلة، وإن النشاط على أشده في دار السفارة، وإن هناك ما يؤكد "مولد أزمة ضخمة".
وعلى أساس معرفة الصحفي المصري بما يقرب من كل شيء، تكلم رئيس الديوان الملكي كلاما يكمل القصة الصحفية الضخمة، بعضه سمح المصدر بنشره، والبعض لم يسمح به.
وخرجت الجريدة المصرية الصباحية في اليوم التالي، وفي صفحاتها النبأ الكبير تحت عنوان "ماذا في الجو؟ السفير البريطاني يقطع إجازة نهاية الأسبوع ويعود إلى القاهرة للاجتماع برئيس الوزراء قبيل منتصف الليل".
وفي نفس اليوم الذي نشرت فيه هذه القصة الكبيرة، وقع حادث 4 فبراير وخرج السفير البريطاني من مكتبه في موكب الدبابات لينذر الملك السابق بقبول مصطفى النحاس رئيسا للوزراء[1].

[1] جلال الدين الحمامصي، المندوب الصحفي، الجزء الأول "1963" ص257-259.
اسم الکتاب : دراسات في الفن الصحفي المؤلف : إبراهيم إمام    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست