responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 336
تأويلات، وتحليلات خصبة ونافعة فلتراجع في الأشموني، وحاشية الصبان جـ4 ص15 ومابعدها؛ لأن سياقنا يقتضي فقط الحديث عن وقوع الماضي لفظا مع إن.
وقد قالوا: إن الأصل إن تقول: إن تكرمني أكرمك، فإذا قلت: إن أكرمتني أكرمتك كنت مشيرا بصيغة الماضي إلى رغبتك في حصول الشرط، حتى كأنك تبرزه في معرض الحاصل، وأقول لك: إن تقرأ كتاب مقاييس اللغة تجد فيه فوائد كثيرة، فإذا قلت: إن قرأت مقاييس اللغة ... هكذا بالماضي كانت تلك الصيغة مشيرة إلى رغبتي في أن تقرأ هذا الكتاب، حتى كأنه لشدة هذه الرغبة تصورت غير الواقع واقعا، وتحدثت عنه بصيغة الماضي، وهذه واحدة من تلك الأسرار، وسوف نورد لها شواهد من الكلام البليغ، وقالوا أيضا: إن مجيء الماضي لفظا مع إن يكون للإشارة إلى أن ذلك الفعل كائن قطعا، وكقولك: إن مت كان كذا، أو أن زالت الشمس كان كذا، أو إن أتى الليل كان كذا، وواضح أن "إن" هنا دخلت على المقطوع به وذلك؛ لأن المتكلم لأمر ما كأنه يستعبد وقوع هذه الأحداث الكائنة قطعا، وليس ذلك بعيدا ولا متكلفا؛ لأن المهم ليس هو الأشياء كما هي في الواقع، وإنما المهم هو حس المتكلم بها، وكم يستهوينا من يدعو الكواكب لتدنو له فينظمها، ومن يخاطب الشباب ويستعطفه ليعود، ومن يتعجب؛ لأن دار هند استعجمت ما تكلمه؛ وهكذا ليست التعبيرات افي الحقيقة إلا مظهرا للرؤية النفسية، وانعكاسا للاستجابات الداخلية، وهي في كثير من صورها تتخطى حدود الواقع وجموده، فالذي يقول: إن مت كان كذا يكره أن يموت ويتمنى ألا يكون، ومن حق النفس أن ترفض الواقع، والذي يقول: إن زالت الشمس كان كذا، كأنه لا يتوقع ذلك؛ لأنه مشغول بالجواب جدا كأن يقول مثلا: إن زالت الشمس انتهينا من العناء الذي
نحن فيه، أو التقينا بالأحبة أو هاجمنا الأعداء، أو غير ذلك مما له وقع خاص حبا أو بغضا، فانعكس هذا على الإحساس بالزوال، فجعله كأنه غير متوقع، وهكذا، وأظن أن الذي يشتد به

اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست