responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 212
أراد ببني مطر قومه، وتفصيل ذكرهم أمر متعذر، والغيل الشجر المجمع، وخفان مأسدة قرب الكوفة، والأشبل، أولاد الأسود، وذكر الخطيب قول الحارث الجرمي: "من الكامل".
قومي هم قتلوا أميم أخي ... فإذا رميت يصيبني سهمي
مثالًا للتعريف بالإضافة الذي أغنى عن تفصيل مرجوح أي قال: قومي ولم يذكر أسماءهم؛ لأنه لو فعل ذلك لأوغر صدورهم عليه، وعندنا أن هذه الإضافة وراءها معنى أكبر من هذا؛ لأنها ترشد إلى بشاعة جريمتهم، وترمز إلى ما في قلبه من الأسى، فإن الذين قتلوا أخاه هم قومه الذين إذا أصابتهم رميته، فإنما تصيبه معهم، الإضافة كما ترى إضافة القوم القاتلين إلى النفس الموجوعة بهذا القتل، وقد مر بنا هذا البيت، وتأمل التناقض والتضارب الذي بني عليه البيت، والذي يكاد يتفجر به الشعر والشاعر.
وقد تكون الإضافة لتعظيم المضاف إليه كما في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} [1]، فالإضافة إلى الله سبحانه تشريف ما بعده تشريف، وقد تفيد الحث على فعل الشيء كقوله تعالى: {لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا} 2، فإنه لما نهى المرأة عن المضارة أضاف الولد إليها استعطافا لها، وحثا على عدم المضارة ومثله: {وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ} 3.

[1] الجن: 19.
2، 3 البقرة: 233.
اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست