اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى الجزء : 1 صفحة : 200
ومما هو ظاهر في صور الكلام أن طريق التعريف بالموصولية أشيع هذه الطرق، سواء في ذك كلام الله سبحانه وكلام الناس، وذلك؛ لأنه مفرد متضمن جملة، ولذلك يتسع لكثير من أحوال المعارف، تقول مكان: جاءني
زيدج، جاءني الذي تحب لقاءه، أو تكره لقاءه، أو الذي يذكرنا بكذا، وأو يسمعنا كذا إلى آخر الصفات التي يمكن أن تدل على زيد وتعرف به، وذلك بخلاف الضمير، والعلمية والكنى، فإنها محددة جامدة في دلالة واحدة، وهذا
واضح.
اسم الإشارة:
أما تعريفه بالإشارة فقد قالوا: إنه يكون لتمييزه أكمل تمييز، أي أن اسم الإشارة بطبيعة دلالته يحدد المراد منه تحدديا ظاهرًا ويميزه تمييزا كاشفا، وهذا التحديد قد يكون مقصدًا مهما للمتكلم؛ لأنه حين يكون معنيا بالحكم على المسند إليه بخبر ما، فإن تمييز المسند إليه تمييزا واضحا يمنح الخبر مزيدا من القوة والتقرير، انظر إلى قول ابن الرومي في مدح أبي الصقر الشيباني، وهو من شواهد هذا المعنى: "من البسيط"
هذا أبو الصقر فردًا في محاسنه ... من نسل شيبان بين الضال والسلم
تجد الشاعر لما أراد وصف الممدوح بتفرده في المحاسن ذكره باسم الإشارة ليميزه، ويحدده ويقضي له بهذا الوصف بعد هذا التمييز الواضح.
وأبين من ذلك قوله تعالى في شأن الإفك: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} [1]، قال: هذا ولم يقل هو ليبرزه ويحدده، فيقع الحكم عليه بأنه إفك مبين بعد هذا التمييز والتجسيد، وفي ذلك قدر كبير من قوة الحكم، وصدق اليقين من أنه إفك مبين، ويتكرر هذا الأسلوب بلهجته اللائمة، ويأتي قوله: {وَلَوْلا إِذْ [1] النور: 12.
اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى الجزء : 1 صفحة : 200