responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 198
الدليل، وتعجبني هنا لفتة الخطيب، ويبدو أنه كان أرق نفسا، وأسلس طبعا من السكاكي، قال الخطيب: والمسند إليه في البيت ليس فيه إيماء إلى وجه بناء الخبر عليه، بل لا يبعد أن يكون فيه إيماء إلى بناء نقيضه عليه، وقد أدرك الخطيب في هذا معنى دقيقا في الغزل هو أن الحرمان من الصاحبة أزكى لجذوة الحب إن كات صادقة، وهذا ما عليه أهل الرأي في الحس والشعور، وقد عبر عنه الشعراء من ذوي الطبع الصادق، قال ابن الدمينة: "من الطويل"
وقد زعموا أن المحب إذا دنا ... يمل وأن النأي يشفي من الوجد
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أن قرب الدار خير من البعد
ولا يزال الشعراء يعبرون عن هذا المعنى، قال الشاعر القروي الدقيق الحس في قصيدته الحانية: "من الكامل"
لمياء هات العود نبك صبانا ... راح الخريف بوردنا وندانا
لا، لا، أنا وحدي الذي ثكل الصبا ... حاشا لحسنك أن أقول كلانا
يقول فيها:
لكم التمست البرء من داء الهوى ... بالبعد عنك فزدته أزمانا
أتكلف السلوان منك تكلفا ... يدني العذاب ويبعد السلوانا
ويبدو أن عبدة لم يكن صادق الحب حتى يكون شاهدًا في هذا الباب، وقد قال هذا البيت بعد مضي الشباب، وفترة الصبوة، ولم يكن في نفسه الباعث القوي نحو التي ضربت بيتًا مهاجرة، وقد قال بعد البيت المذكور:
فعد عنها ولا تشغلك عن عمل ... إن الصبابة بعد الشيب تضليل
وقد تفيد الصلة معنى التفخيم والتهويل لما فيها من إبهام وغموض، وذلك كقوله تعالى: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} [1]، فالصلة تفيد

[1] طه: 78.
اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست