responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 190
أو من أسماء الديار والآثار، فهي تثير ذكريات اللهو والصبا، أو من أسماء الموتى فهي تثير عواطف الحزن والشجى، وفي هذا الفيض من الحس، والشعور تخف هذه الأسماء وتحاط بالجو الشعري، أو تصبح هي من دعائمه، أما الهجاء وغيره فإنه ليس في هذه الخصوصية، ومن هنا يكون ذكر المسند إليه، وكثرة تردده عملا ليس متيسرًا إلا لحاذق بصير كما قلنا.
ولا يفهم من هذا أن مقام الرثاء، والنسيب يستعان للتلفيق والتزوير، لا. إنهما من هذه الناحية أكثر حساسية من غيرهما؛ لأن أوتار الشجى والطرب لا تحركهما إلا الأنغام الصادقة، وكم من نسيب ثقيل مسترذل، وكم من تباك في الرثاء غث مستبرد.
ومن هذا الضرب في الغزل قول ابن الزيات:
أتعزف أم تقيم على التصابي ... فقد كثرت مناقلة العتاب
إذا ذكر السلو عن التصابي ... نفرت من اسمه نفر الصعاب
وكيف يلام مثلك في التصابي ... وأنت فتى المجانة والشباب
سأعزف إن عزفت عن التصابي ... إذا ما لاح شيب بالغراب
ألم ترني عدلت عن التصابي ... فأغرتني الملامة بالتصابي
وأنا مع ابن رشيق حين يقول في تعليقه عليها "فملأ الدنيا بالتصابي، على التصابي لعنة الله من أجله، فقد برد به الشعر"، وقد ثقل هذا الكلام وصار غاية في البرودة، والمكرر فيه ليس من الأسماء التي قلنا: إنها مما لا يهش لها قاموس الشعر، ومع ذلك كان على ما ترى.
وقد يذكر المسند إليه تفاديا من ذكر الضمير الذي يربط الجملة بالكلام السابق؛ لأن القصد إلى استقلالها لتصير كأنها مثل، وذلك كقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ

اسم الکتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني المؤلف : محمد محمد أبو موسى    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست