اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 91
يعتقدهم رقود وهم إيقاظ ... وجفون كل جفن بسيف أي قاض1
يقضي فيمن بسر ورباح وهذي ... حكمه ممن أضل ناس وهدى
حضرني لما أن يغيب عني ... في غيابو ياما بتحفظ فصول
حتى نوا يصير قريب مني ... ولو أنو يكون في ميدان يجول
أيش تضيق الدنيا على ذهني ... ولا يدري أيش كان يريد لو يقول
وأنسى ما قد حفظتو من الألفاظ ... ويضيق بي رحب المكان الفاض2
ولا أطلب يومي شراب وغدا ... فأبقى سكران طول ليلتي وغدا
يا نسيم السحر على حبي ... بث مني طيب السلام كلو
لله وأوصيه بالعاشق المسبي ... وبقلبي ذاك الذي استلو3
وأن تيسر لك أن ترى قلبي ... وأن يسل عن جسمي الضعيف لو
أنو نخيل من بعدك إلى أن فاظ ... واغتسل مما من عيونو فاض
وعلى حذو الدارجين قد حذا ... وفي نايو حادي المنايا حدا
أذكراني في عتبو وخد البهار ... عصتو حتى وقف على ما حرا
وبقي هو يحمرونا بصفار ... ونوادر مني ومنوا ترا
فلا تعجب من خد وكيف يحمار ... فوق ورد الخدود وتحتو جرا
ماء الحيا في وجناتو لما انغاظ ... ونشف ماء لوني إلى أن غاض4
وما ينكر حالي وحالوا فذا ... سر فيه ممن أنا لو فدا
ونظت في هذا النوع الغريب، تورية فجاءت في غاية الحسن، ولم أسبق إليها إلا من الشاب الظريف، محمد بن العفيف، كقوله:
عبتم من المحبوب حمرة شعره ... وأظنكم بدليله لم تشعروا
لا تنكوا ما احمر منه فإنه ... بدماء أرباب الغرام مضفر5
وقولي:
خاطرت في عشقي له يا مهجتي ... لا تشغلي قلبي الحزين وخاطري
فالطرف شاهد منه ناضر قده ... فغدا يهيم بكل غصن ناضر
1 قاض السيف: صوت.
2 القاض: الواسع.
3 استبوا: استله - سحبه من مكانه.
4 انغاظ: أغيظ أي أغصب - غاض الماء غار ولم يعد يرى.
5 مضفر: جعل شعره ضفائر مفردها ضفيرة وهي الجديلة.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 91