اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 82
ومثله قوله، وهو أعدل شاهد في هذا الباب:
دمعي عليك مجانس قلبي ... فانظر على الحالين في الصب
فذكر التجانس هنا أحد لازمي التورية، والدمع هو اللازم الآخر، وقد نبهنا الشيخ جمال الدين على أنه لم يرض بالجناس، ويؤيد ذلك قوله على الحالين، ومنه قول القيراطي:
أبح لي نرجس ألحاظه ... في مجلس ما فيه ما نكره
فقلت ورد الخد جد لي به ... أيضًا فقال الكل في الحضره1
ومثله قول بدر الدين بن الصاحب:
فتنت بنبت من عوارض خده ... فها أنا في قيد الغرام أسير
وما كان لي بالعشق قط تعلق ... ولا بالهوى قبل العذار شعور2
ومثله قول صلاح الدين الصفدي:
إن لم تصدقني تصدق بالكرى ... ليزورني فيه الخيال الزائل
وانظر إلى فقري لوصلك واغتنم ... أجري وقل للدمع قف يا سائل
ومثله قول ابن أبي حجلة:
يا صاح قد حضر الشراب ومنيتي ... وحظيت بعد الهجر بالإيناس
وكسا العذار الخد حسنا فاسقني ... واجعل حديثك كله في الكاس
وما أظرف قول يحيى الخباز الحموي:
أصبحت في العالم أعجوبة ... عند ذوي المعقول والفهم
جدي حموي فاسمعوا واعجبوا ... وما كفى حتى أبي أمي
ومثله قول المعمار:
قد بت من كربي لفقد النسا ... أفور كالتنور من ناريه3
وقد طغى الماء فمن لي بأن ... أحمل بالجود على جاريه
1 الحضره: الحضور والمكانة.
2 العذار: الشعر على جانب الخد.
3 التنور: الفرن يخبز فيه.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 82