اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 78
يا من نراه عبارة عن حاجر ... يا روح نجد مرحبا بك مرحبا
يا نسمة الخير الذي من طيبه ... نتنشق الأخبار عن تلك الربا
بالله إن رنحت ذيلك بالحمى ... ووردت شعبًا من دموعي معشبا1
وهززت فيه كل عود أراكة ... أضحى بهاتيك الثغور مطيبا
ولثمت من ثغر الأقاحي مبسما ... أبدى بدر الطل ثغرا أشنبا2
ودخلت كل خباء زهر قد غدا ... بدموع أجفان الغمم مطنبا
وطرقت حي العامرية ظامئا ... فنعمت في الوادي بريا زينبا3
وحملت من نشر الخزامي نقحة ... مشمولة بالطيب من ذاك الخبا4
عج بالعذيب فإن محجر عينه ... أضحى لما حملته مترقبا
واصحب عبير المسك منه فإنه ... لشوارد الغزلان أضحى مشربا
وإذا تنسمت الشذا وتعطرت ... منك الذيول وطبت يا ريح الصبا
عرج على وادي حماة بسحرة ... متيمما منه صعيدا طيبا
واحمل لنا في طي بردك نشره ... فبغير ذاك الطيب لن نتطيبا
واسرع إليّ وداو في مصر به ... قلبا على نار البعاد مقلبا
لله ذاك السفح والوادي الذي ... مازال روض الأنس فيه مخصبا5
وانعم بمصر نسبة لكن أرى ... وادي حماة ولطفه لي أنسبا
أرض وضعت بها ثدي شبيبتي ... ومزجت لذاتي بكاسات الصبا
يا ساكني مغنى حماة وحقكم ... من بعدكم ما ذقت عيشًا طيبا
ومهالك الحرمان تمنع عبدكم ... من أن ينال من التلاقي مطلبا
وإذا اشتهيت السير نحو دياركم ... قرأ النوى لي في الأواخر من سبا
وقد التفت إليك يا دهر يطو ... ل تعتبي ويحق لي أن أعتبا
قررت لي طول الشتات وظيفة ... وجعلت دمعي في الخدود مرتبا6
وأسرتني لكن بحق محمد ... يا دهر كن في مخلصي متسببا
1 رنحت: حركت - شعبا: حيًّا.
2 أشنبا: رقيق الأسنان أبيضها.
3 طرقت: من طرق المكان إذا مر به.
4 النقحة: السحابة الصيفية البيضاء.
5 مخصبا: كثير الخصوبة.
6 الشتات: الفراق والابتعاد عن الأهل والأقارب.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 78