اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 76
وأخافني فيك العذول وما درى ... أني لجورك في الهوى أتشوق
قسما بمن جعل الأسى بك لذة ... والدمع راحة من يحب ويعشق
إن العذول هو الغبي وإن من ... يفني عليك حياته لموفق
لي من نصيب هواك سهم وافر ... وسهام سحر من جفونك ترشق
يمتار من دمعي عليك ذووا البكا ... فاعجب له من سائل يتصدق
ولقد سقيت بكأس فيك مدامة ... في غيظ عذالي عليك فلا سقوا1
وضممت من عطفيك غصن ملاحة ... بالحلى يزهر والغلائل يورق
وقرأت من خديك بعد تأمل ... خطابه حب القلوب معلق
ورزقت من جفنيك ما حسد الورى ... حظي عليه وهو رزق ضيق
ونعمت باللذات وهي جديدة ... ولبست ثوب الراح وهو معتق
في ليل أراح كأن هلاله ... للشرب ما بين الندامى زورق
حتى استطال الفجر يطعن في الدجى ... فهو السنان أو العدو الأزرق
يا حبذا ليل تبيع به الكرى ... لكننا لا عن رضا نتفرق
حيث الشباب إلى المسرة راكض ... لا يستقر وطالب لا يرفق2
ما سرني أن الكميت يحثها ... نحوي السقاة وأن فودي أبلق3
زار الضنا ونأى الحبيب وعادني ... أرق على أرق ومثلي يأرق
والعذر عن طول ما أوردته واضح لغرابة أسلوبها غزلًا ومدحا. منها في المدح:
قوم لذكراهم على صحف العلا ... أصل الفخار وكل ذكر ملحق
الملك بعض ديارهم فلينزلوا ... والنجم بعض جدودهم فليرتقوا4
إن يسجع الدين الحنيف بمدحهم ... فلأنه بأبي الفتوح مطوق
أو يبق ماضيهم على سنن الوفا ... فلأنهم ببقاء أفضلهم بقوا
ملأت مواهبه القلوب مهابة ... فالقلب قبل الطرف فيها مطرق
1 لا سقوا: دعاء عليهم بمعنى لا سقاهم الله، إذ يقال في معرض الدعاء لهم سقاهم الله أو سقى الله قبره إلخ ...
2 لا يرفق: لا تأخذه بنفسه شفقة أو رحمة.
3 الكميت: الخمرة التي لونها أحمر يشوبه السواد - والفود: جانب الرأس مما يلي الأذن - أبلق: خالط سواده بياض أي شابَ.
4 هذا البيت كناية عن فضلهم وعلى حسبهم.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 76