responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 466
ومن الانسجامات المرجزة التي لو أدركها الشريف تطفل على نسيم أبياتها، واعترف أن ما للصادح والباغم تغريد صادحاتها، أرجوزة الشيخ جمال الدين بن نباتة، الموسومة بنظم السلوك في مصايد الملوك، التي امتدح بها الملك الأفضل بن الملك المؤيد صاحب حماة، وكان قد لقب قبل الأفضل بالمنصور، وهي:
أثنى شذا الروض على فضل السحب ... واشتملت بالوشي أرداف الكتب1
ما بين نور مسفر اللثام ... وزهر يضحك في الأكمام2
إن كانت الأرض لها ذخائر ... فهي لعمري هذه الأزاهر3
قد بسطتها راحة الغمائم ... بسط الدنانير على الدراهم
أحسن بوجه الزمن الوسيم ... تعرف فيه نضرة النعيم
وحبذا وادي حماة الرحب ... حيث زها العيش به والعشب
أرض الهناء والسناء والمرح ... والأمن واليمن ورايات الفرح
ذات النواعير سقات الترب ... وأمهات عصفه والأب4
تعلمت نوح الحمام الهتف ... أيام كانت ذات فرع أهيف
فكلها من الحنين قلب ... فكيف لا والما عليها صب
لله ذاك السفح والوادي الغرد ... والماء معسول الرضاب مضطرد
يصبو بها الرائي فكيف السامع ... ويحمد العاصي فكيف الطائع
إذا نظرت للربا والنهر ... فارو عن الربيع أو عن جعفر
محاسنًا تلهي العيون والفكر ... ربيع روضات وشحرور صفر
أمام كل منزل بستان ... وبين كل قرية ميدان
أما رأيت الورق في الأوراق ... جاذبة القلوب بالأطواق5
فبادر اللذة يا فلان ... واغنم متى أمكنك الزمان
ولا تقل مشتي ولا مصيف ... فكل أوقات الهنا خريف
كل زمان يتقضى بالجدل ... زمان عيش كلما دار اعتدل

1 أرداف: أطراف وتوابع.
2 مسفر: منبلج، منكشف، أكمام الزهر: أزراراها وهي أوعيتها قبل تفتحها.
3 الذخائر: المدخرات الثمينة.
4 النواعير: مع مفرده ناعورة وهي دولاب ذي دلاء فوق بئر يخرج الماء بواسطتها. العصف: الزرع، أو ثمره، والأب: من الثمار.
5 الورق: الحمائم.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 466
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست