responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 433
ومثله من المطرب، قول الحسين بن الضحاك:
له عبثات عند كل تحية ... بعينيه تستدعي الحليم إلى الوجد1
رعى الله عصرًا لم نبت فيه ليلة ... خليًّا ولكن من حبيب على وعد2
ومن الغايات في هذا الباب، أعني الانسجام الغرامي، ما كان يكثر من الترنم به أبو القاسم القشيري وهو:
لو كنت ساعة بيننا ما بيننا ... وشهدت حين نكرر التوديعا3
أيقنت أن من الدموع محدثًا ... وعلمت أن من الحديث دموعا
ومثله قول خالد الكاتب:
بكى عاذلي من رحمتي فرحمته ... وكم مثله من مسعد ومعين
ورقت دموع العين حتى كأنها ... دموع دموعي لا دموع جفوني
ويعجبني، من هذا الباب، قول إسحاق بن إبراهيم الموصلي:
على عصر أيام الصبابة والصبا ... ووصل الغواني والتذاذي بالشرب
سلام امرئ لم تبق منه بقية ... سوى نظر العينين أو شهوة القلب
ومن غراميات القاضي الفاضل، في باب الانسجام قوله:
ترى لحنيني أو حنين الحمائم ... جرت فحكت دمعي دموع الغمائم
وهل من ضلوع أو ربوع ترحلوا ... فكل أرها دارسات المعالم4
لقد ضعفت ريح الصبا فوصلتها ... فمنِّي لا منها هبوب السمائم5
دعوا نفس المقروح يحمله الصبا ... وإن كان يهفو بالغصون النواعم6
تأخرت في حمل السلام عليكم ... لدينا لما قد حملت من سمائم
فلا تسمعوا إلا حديثًا لناظري ... يعاد بألفاظ الدموع السواجم7

1 عبثات: غمزات وهي من العبث وهو اللعب الذي لا طائل تحته.
2 خليًّا: وحيدًا، أو خاليًا من شيء ما.
3 بيننا: الأولى فراقنا.
4 دارسات المعالم: ممحوات الآثار.
5 السمائم: جمع سموم وهي رياح حارة.
6 الصبا: رياح تحمل روائح طيبة تهب على الجزيرة العربية من جهة الشرق.
7 السواجم: المنسكبة، سجم الدمع: انصب وانسكب.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 433
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست