اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 416
وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته:
تلاعبوا تحت ظل السر من مرح ... كما تلاعبت الأشبال في الأجم1
بيت الشيخ صفي الدين في هذا النوع عامر بالمحاسن، رافل في حلل الانسجام، والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم.
بيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته قوله:
شيئان تشبيه شيئين انتبه لهما ... حلم وجهل هما كالبرء والسقم
نعوذ بالله من آفة الغفلة، ممدوح هذا البيت، هو النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تقدمه قوله في مديحه:
هل من مقاربة في السير بعد نوى ... بأطيب التمر بين العرب والعجم2
وقال بعده هذا البيت الدائر. وقد سلمنا أنه قابل فيه حلم النبي صلى الله عليه وسلم بالبرء، وأما ذكر الجهل في هذا البيت فهو في غاية الجهل، وليس له ما يقابله غير التأديب على قلة أدبه، وقد قابل به السقم ولا أعلم ما مراده به. وطالعت شرحه فوجدته قد قرر حد النوع، وفر من الكلام على معنى البيت بخلاف أبيات القصيدة.
وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
شيئان قد اشبها شيئين فيه لنا ... تبسم وعطا كالبرق في الديم
هذا البيت البديع في لفظه ومعناه، ما أشك أن أبا بكر[3] مقدم فيه على الحلي والموصلي، فإنه وضعه في محله، والنبي صلى الله عليه وسلم أحق به من كل ممدوح، وقد جمع فيه بين حسن اللف والنشر وبليغ التشبيه. وأما مراعاة النظير في مديحه بين البرق والديم فليس لها نظير. والله أعلم.
1 المر: الرماح. الأجم: التلال التفت أشجارها.
2 النوى: السفر. [3] أبو بكر: يعني المؤلف نفسه.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 416