اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 407
فلا خير في رد الأذى بمذلة ... كما ردَّه يومًا بسوأته عمرو1
هذا التلميح فيه إشارة إلى قصة عمرو بن العاص مع الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، في يوم صفين، حين حمل عليه الإمام ورأى عمرو أن لا مخلص له منه، فلم يسعه غير كشف العورة.
ومن الحديث على جهة التورية، قول بعضهم في مليح اسمه بدر:
يا بدر أهلك جاروا ... وعلموك التجري2
وقبحوا لك وصلي ... وحسنوا لك هجري
فليفعلوا ما أرادوا ... فإنهم أهل بدر
هذا التلميح فيه إشارة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر حين سأل قتل حاطب: "لعل الله قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".
ومن ذلك قول الشاعر:
لعمرو مع الرمضاء والنار تلتظي ... أرقُ وأحنى منك في ساعة الهجر3
هذا الشاعر أشار بتلميحه، في هذا البيت، إلى البيت المشهور الذي ما برح الناس يتمثلون به عند من هو موصوف بالقسوة، وهو:
المستجير بعمرو عند كرمته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار
ومن ذلك قول بعضهم:
يقولون كافات الشتاء كثيرة ... وماهي إلا واحد غير مقترى4
إذ كان كاف الكيس فالكل حاصل ... لديك وكل الصيد يوجد في الفرا5
1 السوأة: العورة.
2 التجري: التجرؤ.
3 ارمضاء: شدة الحرّ، تلتظي: يزداد لظاها أي حرها.
4 كافات الشتاء: هي سبعة أشياء تبدأ أسماؤها بالكاف. وهي: كن، كيس، كانون، كأس، كَبَابُ، كس، كساء.
5 كاف الكيس: يعني الكيس وهو كيس النقود، الفرا: الفراء.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 407