responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 400
البارزي، صاحب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية، عظم الله تعالى شأنه، في هجو من لا يمكن ذكره هنا من قصيدة:
وقد علت أسنانه صفرة ... تكدر العيش المريء المريع1
ولحمها من ورم فاسد ... كالرئة المحبوس فيها نجيع2
هذا التشبيه لم أجد له شبيهًا في هذا الباب، إلا تشبيه ابن الرومي في هجو الورد، وقد تقدم ذكره فلو جمع المتأمل بين المشبه المهجو وبين المشبه به، وشاهد هذا التخييل الغريب عيانًا صدق صحة دعواي في ذلك.
ومن التشابيه التي هي غير بليغة قول ابن وزير، في تشبيه الماء على الرخام:
لله يوم بحمام نعمت به ... والماء من حوضه ما بيننا جاري
كأنه فوق شقات الرخام ضحى ... ماء يسيل على أثواب قصار3
وتلطف ابن الدوري في هجاء هذا الشاعر حيث قال:
وشاعر أوقد الطبع الذكاء له ... فكاد يحرقه من فرط إذكاء4
أقام يجهد أيامًا قريحته ... وشبه الماء بعد الجهد بالماء
ذكرت هنا، من التشابيه التي هي غير بليغة، قول الشيخ صلاح الدين الصفدي في تشبيه القمر في خلال الأغصان لما انثنت:
كأنما الأغصان لما انثنت ... أمام بدر التم في غيهبه5
بنت مليك خلف شباكها ... تفرجت منه على موكبه
وقد أورد عليه علامة عصرنا القاضي بدر الدين الدماميني، فسح الله تعالى في أجله، في كتابه المسمى "بنزول الغيث" الذي انسجم في شرح لامية العجم، نقدًا كشف به القناع عن عدم بلاغة هذا التبشيه. فإن الشيخ بدر الدين المشار إليه قال وقوله صحيح: إن ظاهر عبارة الشيخ صلاح الدين، تشبيه الأغصان في حالة انثنائها أمام البدر

1 المريء: السهل. المريع: الكثير الخيرات.
2 النجيع: دم الجوف وقوله: لحمها: الضمير يعود على الأسنان أي لثتها.
3 القصار: الذي يدق الثياب وبيضها.
4 إذكاء النار: إضرامها.
5 الغيهب: الظلمة الشديدة.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست