responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 391
وألم به ابن قلاقس، فيما بعد، وسبكه في قالب حسن بقوله:
دارت زجاجتها وفي جنباتها ... كسرى أنو شروان في إيوانه
فخلعت عن عطفيه حلة قهوة ... وشربتها فغدوة في سلطانه1
وألم به الشيخ صلاح الدين الصفدي وأجاد إلى الغاية، مع حسن التضمين، بقوله:
ومشمولة قد هام كسرى بكأسها ... فأضحى ينادي وهو فيها مصور
وقفت لشوقي من وراء زجاجة ... إلى الدار من فرط الصبابة أنظر2
وألم به بعده الصاحب فخر الدين بن مكانس، رحمه الله تعالى، بقوله:
إذا ما أديرت في حشا عسجدية ... بها كل ذي تاج وقصر تصوّرا3
فحسبك نبلًا في السيادة أن ترى ... نديميك في الكاسات كسرى وقيصرا
لم أورد هذه الأبيات التي ولدها المتأخرون في معنى التصوير، خالية من التشبيه وأداته إلا لفائدة عنَّ لي إيرادها هنا، وهي معرفة الموجب لنقش الصورة على ظاهر الكاسات.
ذكر الفقيه أبو مروان الكاتب ابن بدرون، في شرحه لقصيدة الوزير عبد المجيد بن عبدون، أن سابور بن هرمز الملقب بذي الأكتاف، لما رجع من قتال بني تميم قصد الروم والدخول إلى القسطنطينية متنكرًا، واستشار قومه قبل ذلك فحذروه فلم يقبل قولهم وصار إليها فصادف وليمة لقيصر قد اجتمع فيها الخاص والعام فدخل في جمتلهم وجلس على بعض موائدهم، وكان قيصر قد أحكم تصوير سابور على آنية شرابه فانتهت الكأس في المجلس إلى يد بعض ندماء الملك وكان ذكيًّا حاذقًا، ومن الاتفاق العجيب جلوس سابور في مقابلته فصار النديم ينظر إلى الصورة وإلى سابور ويتعجب من تقارب الشبهين، فلم يسعه غير القيام إلى الملك والإسرار إليه بما شاهده، فقبض في الحال على سابور, ولما مثل بين يدي قيصر سأله عن خبره فقال: أنا من أساورة سابور هربت منه لأمر خفته. فلم يقبل ذلك منه وقدم إلى السيف فأقر بنفسه وجعل في جلد بقرة. وتمام أمره إلى أن خلص وعاد إلى مكله يطول شرحه هنا، ومن أراد أن ينظر من "سلوان المطاع" في السلوانة الثانية فإنها مشتملة على أنواع من الحكمة.

1 القهوة: الخمر.
2 الصبابة: الوجد وشدة الشوق.
3 إذا ما أديرت الراح في كأس ذهبية.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 391
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست