اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 362
وأما ما جاء منه للإنكار والتوبيخ، فهو تكرار قوله تعالى في سورة الرحمن: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [1] فإن الرحمن جل جلاله ما عدد آلاءه هنا إلا ليبكت[2] بها من أنكرها، على سبيل التقريع والتوبيخ، كما يبكت منكر أيادي المنعم عليه من الناس بتعديدها له.
وأما ما جاء منه للاستبعاد فكقوله تعالى: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} 3
وأما ما جاء منه في النسيب، وهو في غاية اللطف، فقول بعضهم:
يقلن وقد قيل إني هجعت ... عسى أن يلم بروحي الخيال4
حقيق حقيق وجدت السلو ... فقلت لهن محال محال
وألطف منه قول القاضي5:
ماذا تقول اللواحي ضل سعيهم ... وما تقول الأعادي زاد معناه6
هل غير أني أهواه وقد صدقوا ... نعم نعم أنا أهواه وأهواه
وما أحلى ما قال بعده:
حسب البرية أجرًا فضل رؤيته ... فما رُئي قط إلا سُبِّح الله
وبيت الشيخ صفي الدين الحلي، في بديعيته، يقول فيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم:
الطاهر الشيم ابن الطاهر الشيم ... ابن الطاهر الشيم ابن الطاهر الشيم7
والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم. وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته:
تكرار مدحي هدى في الشامل النعم ابـ ... ـن الشامل النعم ابن الشامل النعم
وبيت بديعيتي:
كررت مدحي حلا في الزائد الكرم ... ابن الزائد الكرم ابن الزائد الكرم [1] الرحمن: 55/ 36، والآلاء: النعم، واحدتها أليُ وهي النعمة. [2] بكَّت: عنف، أي قرع ووبح.
3 المؤمنون: 23/ 36.
4 هجع: رقد ونام.
5 هو القاضي الأرجاني.
6 اللواحي: جمع مفرده لاحية وهي اللائمة.
7 الشيم: صاحب الأخلاق العالية والخصال الحميدة.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 362