responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 333
ومطالب فيها الهلاك أتيتها ... ثبت الجنان كأنني لم آتها
أقبلنها غرر الجياد كأنما ... أيدي بني عمران في جبهاتها
أقول: سبحان المانح هذا هو السحر الحلال، والشرب الذي أمست المشارب لصافية عنده كالآل. ومثله في الغرابة التي هي من معجزات المتنبي، قوله من قصيدة مدح بها علي بن عامر، ويعرض بذكر أبيه عامر ومدحه بعد وفاته، مطلعها:
أطاعن خيلا من فوارسها الدهر ... وحيدًا وما قولي كذا ومعي الصبر
وما أحلى ما قال بعده:
وأعجب من ذا كل يوم سلامتي ... وما ثبتت إلا وفي نفسها أمر
ولم يزل ينفث بصدق عزائمه، في هذا السحر الذي سحر به العقول، وخلب القلوب، إلى أن قال:
ويوم وصلناه بليل كأنما ... على أفقه برقه حلل حمر
وليل وصلناه بيوم كأنما ... على متنه من دجنه حلل خضر1
وغيث ظننا تحته أن عامرًا ... علا لم يمت أو في السحاب له قبر
ومثله قوله، من قصيدة دالية يمدح بها سيف الدولة بن حمدان مطلعها:
عواذل ذات الخال فيَّ حواسد ... وإن ضجيع الخود مني لماجد2
وما ألطف ما قال بعده:
يردّ يدًا عن ثوبها وهو قادر ... ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد
ولما انتظم له هذا الدر في هذه الأسلاك البديعية قال:
خليليَّ إني لا أرى غير شاعر ... فكم منهم الدعوى ومني القصائد
فلا تعجبا أن السيوف كثيرة ... ولكن سيف الدولة اليوم واحد
ومن مخالص أبي العلاء أحمد بن سليمان، على طريق المديح، فإنه لم يكن من طلاب الفرد، قوله من قصيدة:
ولو أن المطي لها عقول ... وحقك نشد لها عقالا

1 دجنه: ظلمته الشديدة.
2 الخود: المرأة الشابة.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 333
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست