اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 288
وهو إذ ذاك صاحب ديوان الإنشاء الشريف بدمشق المحروسة ومولانا السلطان الملك المؤيد خلد الله ملكه كافلها في تلك الأيام، وركابه الشريف متوجه إلى حلب المحروسة، والأمير حكم في خدمته بحيث يوصله إلى محل كفالته بها، وكنت في تلك الأيام بحلب المحروسة أمام كافلها علان، تغمده الله برحمته ورضوانه، فهرب علان واختفيت بعده فلما حل ركاب قاضي القضاة صدر الدين المشار إليه بحلب المحروسة توصل بحنوه وصدق محبته وخبره إلى أن عرف أين كنت مختفيا فكتب إليَّ
قصدنا حماة فلم نلق من ... أردنا فلم نر عهدًا وإلا1
وجئنا إلى حلب خلفه ... فإن كان فيها اجتمعنا وإلا2
فكتبت إليه الجواب:
أمولاي والله حال الجريـ ... ـض دون القريض الذي قد تولى3
وأرجو وقد عفت هذي البلاد ... خلاصي بالصدر منها وإلا4
فقدر الله بالسلامة، وتوجهت في خدمته متنكرًا إلى دمشق المحروسة ومن نظمي، في هذا النوع مع زيادة إيهام التورية:
تطلبت منه قبلة وهو نافر ... فقال وقتلى حبنا لن تقبلا
فقلت له بالوصل عدني إلى غد ... فبعدك مات الصبر قال نعم إلى5
وقولي أيضًا مع زيادة التضمين:
صهباء ريقته رشفت سلافها ... فتغلبت فعجزت أن أتكلما
وإذا سئلت أقل لمن هو سائل ... إني لأعلم ما تقول وإنما6
القسم الثاني، الاكتفاء بالبعض، وقد تقدم أنه عزيز الوقوع جدًّا ولم يوجد في كتب البديع، فمن ذلك قول ابن سنا الملك، من قصيدة:
1 الإ: الذمة.
2 وإلا رجعنا وافترقنا كما يحتمل معان أخرى تفيد التهويل.
3 الجريض: الغُصة، القريض: المديح الشعري: وقوله: حال الجريض دون القريض هو من الأمثال السائرة ويضرب لأمر يعوق دونه عائق.
4 وإلا فموتي - أو عدم عودتي - أو خضوعي لأمركم.
5 إلى آخر الدهر.
6 وإنما لا أستطيع البوح. أو التخلص أو ...
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 288