اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 286
قالت إذا غمضت جفونك فارتقب ... طيفي فقلت لها نعم ولكن إذا1
وسمعت عن سيف ورمح قبلها ... حتى انثنت ورنت فقلت هما اللذا2
ومنه قول الشيخ صدر الدين بن عبد الحق، ولم أكثر من هذا النوع إلا لأنه قليل في أيدي الناس:
جهنم حمامكم نارها ... تقطع أكبادنا بالظما
وفيها عصاة لهم ضجة ... وإن يستغيثوا يغاثوا بما3
ومنه قول المقر الفخري ابن مكانس مع زيادة التورية:
من شرطنا إن أسكرتنا الطلا ... صرفًا تداوينا برشف اللمى
نعاف مزج الماء من كأسها ... لا آخذ الله السكارى بما4
ومنه قول المقر المرحومي الأميني، صاحب ديوان الإنشاء الشريف بدمشق المحروسة رحمه الله، وهو مما أنشدنيه مرارًا، وكان عند عوده من أذربيجان بصحبة المقر المرحومي سيفي تنم كافل المملكة الشريفة، بتاريخ كذا وقد ضل غالب العسكر في بعض الليالي عن الماء، وفيه الزيادة على الاكتفاء بالاقتباس والتورية وهو:
ضلوا عن الماء لما أن سروا سحرًا ... قومي فظلوا حيارى يلهثون ظما
والله أكرمني بالماء دونهم ... فقلت يا ليت قومي يعلمون بما5
ومثله قولي، وفيه أيضًا زيادة الاقتباس والتورية على الاكتفاء
قالوا وقد فرطت في تصبري ... وما شفى بقربه سقاما
اصبر عسى تشفى بماء ريقه ... قلت لهم يا حسرتي على ما6
وأنشدني من لفظه لنفسه القاضي عماد الدين بن القضامي أخو شيخي قاضي القضاة علاء الدين الحنفي، سقى الله من غيث الرحمة ثراه موشحًا امتدح به المقر المرحومي الأوحدي صاحب ديوان الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية كان تغمده الله
1 إذا لم تغمض جفوني أو إذا لم يأت طيفك.
2 هما اللذان، سمعت عنهما: أو اللذان انثنيا ونظرا.
3 يغاثوا بما يحرق الأمعاء.
4 بما ارتكبوا من آثام أو بما رشفوا.
5 بما أكرمني ربي.
6 على ما أصابني أو على ما فرطت.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 286