اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 275
في مدح أو ذم أو تعظيم أو تحقير أو توبيخ أو تقرير أو من تدله في الحب، وأنا أذكر أمثلة الجميع هنا، فمنه للمبالغة في الغزل قول الشاعر:
أجفون كحيلة أم صُفاح ... وقدود مهزوزة أم رماح1
ومنه للمبالغة في الشوق وطول الليل:
وشوق ما أقاسي أم حريق ... وليل ما أكابد أم زمان2
وللمبالغة في النحول:
وقفت وقد فقدت الصبر حتى ... تبين موقفي أني الفقيد
وشكك فيَّ عذالي فقالوا ... لرسم الدار أيكما العميد
ومنه للمبالغة في الغزل:
في الخيف من ظبيانه سمراء ... أقِوَامُها أم صعدة سمراء3
ومثله:
أثغرك يا هند أبدى ابتسامًا ... أم البرق سل عليه حسامًا
ومثله قول شرف الدين راجح الحلي:
من أطلع البدر في ديجور طرته ... وأودع السحر في تكسير مقلته4
ومن أدار يواقيت الشفاه على ... كأس من الدر يحمي خمر ريقته5
ويعجبني من هذا القصيد قوله وإن كان من غير ما نحن فيه:
يحنو النسيم عليه من لطافته ... والدهر ألين منه عند قسوته
ومثله، في اللفظ والمعنى، قول ابن نباتة:
في مرشفيه سلاف الراح من عصره ... ومعطفيه قوام البان من هصره6
وفي ابتسام ثناياه ومنطقه ... من نظم الدر أسلاكًا ومن نثره
1 الصُّفاح: السيوف، وهي في الأصل وجه السيف وعرضه مفردها صُفح.
2 أكابد: أعاني.
3 الصعدة: القناة المستوية التي لا تحتاج إلى تثقيف أو تقويم.
4 الديجور: الظلام الشديد السواد، الطُّره: أول الشعر من مقدم الرأس.
5 يواقيت: مفردها ياقوت وهو من الأحجار الكريمة الشفافة.
6 المرشف: الشفة، السلاف: الخمر المعتقة، الهصر: التمايل.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 275